قال ابن ماجة: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن سنان، قالا: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ما منكم من أحد إلا له منزلان: منزل في الجنة، ومنزل في النار. فإذا مات، فدخل النار، ورث أهل الجنة منزله. فذلك قوله تعالى (أولئك هم الوارثون) .
(سنن ابن ماجة ٢/١٤٥٣ - ك الزهد، ب صفة الجنة ح ٤٣٤١) . قال البوصيرى: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين (مصباح الزجاجة ٣/٣٢٧) . وأخرجه الطبري من طريق أبي معاوية به، (التفسير ١٨/٦،٥) ، وصحح إسناده ابن حجر (الفتح ١١/٤٤٢) ، وصحح إسناده الألباني (السلسلة الصحيحة ٥/٣٤٨ ح ٢٢٧٩) .
قال الطبري: حدثنا الحسن بن يحيى، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، في قوله (أولئك هم الوارثون) قال: يرثون مساكنهم، ومساكن إخوانهم، التي أعدت لهم لو أطاعوا الله.
رجاله ثقات وسنده صحيح وأبي صالح هو ذكوان السمان.
قوله تعالى (الدين يرثون الفردوس هم فيها خالدون)
قال البخاري: حدثنا محمد بن عبد الله، حدثنا حسين بن محمد أبو أحمد، حدثنا شيبان، عن قتادة، حدثنا أنس بن مالك: أن أم الربيع بنت البراء -وهي أم حارثة بن سراقة- أتت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقالت: يا نبي الله ألا تحدثني عن حارثة -وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب- فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء؟ قال: يا أم حارثة، إنها جنان في الجنة، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى.
(الصحيح ٦/٢٥-٢٦ ح ٢٨٠٩ الفتح - ك الجهاد، ب من أتاه سهم غرب فقتله) .
قوله تعالى (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين)
انظر حديث ابن مسعود المتقدم عند الآية رقم (٨) من سورة الرعد، وهو حديث: "إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً ... ".