إلا أربع سنين (وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) .
(السنن ٢/١٤٠٢ - الزهد، ب الحزن والبكاء ح٤١٩٢) ، قال البوصيرى: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات (مصباح الزجاجة ٣/٢٩١) ، وقال الألباني: حسن (صحيح ابن ماجة ٢/٤٠٨) ، ويشهد له ما رواه مسلم بسنده عن ابن مسعود بنحوه (الصحيح - التفسير، ب في قوله تعالى: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) ٤/٢٣١٩ ح٣٠٢٧) .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (الأمد) قال: الدهر.
قال ابن كثير:(وكثير منهم فاسقون) ، أي في الأعمال، فقلوبهم فاسدة وأعمالهم باطلة. كما قال:(فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به) ، أي: فسدت قلوبهم فقست وصار من سجيتهم تحريف الكلم عن مواضعه، وتركوا الأعمال التي أمروا بها وارتكبوا ما نهوا عنه، ولهذا نهى الله المؤمنين أن يتشبهوا بهم في شيء من الأمور الأصلية والفرعية.