أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله:(وما تغيض الأرحام وما تزداد) قال: المرأة ترى الدم، وتحمل أكثر من تسعة أشهر.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله:(الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد) ، قال: كان الحسن يقول: الغيضوضة، أن تضع المرأة لستة أشهر أو لسبعة أشهر، أو لما دون الحد، قال قتادة: وأما الزيادة فما زاد على تسعة أشهر.
قوله تعالى (وكل شيء عنده بمقدار)
قال البخاري: حدثنا مالك بن إسماعيل، حدثنا إسرائيل، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن أسامة قال: كنت عند النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذ جاءه رسول إحدى بناته -وعنده سعد وأبيُّ بن كعب ومعاذ- أن ابنها يجود بنفسه، فبعث إليها:"لله ما أخذ ولله ما أعطى، كل بأجل، فلتصبر ولتحتسب".
(الصحيح ١١/٥٠٣ ح ٦٦٠٢- ك القدر، ب (وكان أمر الله قدرا مقدورا) ، وأخرجه مسلم (الصحيح ٢/٦٣٥-٦٣٦ ح ٩٢٣- ك الجنائز، في البكاء على الميت) .
ورواية الطبري الآتية تبين مناسبة إيراد حديث البخاري عند الآية.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله:(وكل شيء عنده بمقدار) ، إي والله، لقد حفظ عليهم رزقهم وآجالهم، وجعل لهم أجلا معلوماً.
قوله تعالى (سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار)
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى (سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار) . بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن السر والجهر عنده سواء، وإن الاختفاء والظهور عنده أيضاً سواء؛ لأنه يسمع السر كما يسمع الجهر، ويعلم الخفي كما يعلم الظاهر، وقد أوضح هذا المعنى في آيات أخر كقوله:(وأسروا قولكم أو أجهروا به إنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) وقوله: (وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر