وقد بين سبحانه وتعالى نوعا من طهارة الأزواج في سورة الرحمن عند قوله (فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان) آية: ٥٦.
وقال الشيخ الشنقيطي عند هذه الآية: لم يبين هنا صفات تلك الأزواج ولكنه بين صفاتهن الجميلة في آيات أخر كقوله (وعندهم قاصرات الطرف عين) الصافات: ٤٨. وقوله (كأنهن الياقوت والمرجان) الرحمن: ٥٨. وقوله (وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون) الواقعة: ٢٢. وقوله (وكواعب أتراباً) النبأ: ٣٣. إلى غير ذلك من الآيات المبينة لجميل صفاتهن.
أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله (أزواج مطهرة) يقول: مطهرة من القذر والأذى.
وأخرج الطبري بإسناده الصحيح عن مجاهد في قول الله تعالى ذكره (ولهم فيها أزواج مطهرة) قال: مطهرة من الحيض والغائط والبول والنخام والبزاق والمني والولد.
وأخرج الشيخان بسنديهما عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أول زمر تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها ولا يمتخطون ولا يتغوطون. آنيتهم فيها الذهب، أمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوة، ورشحهم المسك. ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن. لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشيا".
((صحيح البخاري رقم ٣٢٤٥ - بدء الخلق، ب ما جاء في صفة الجنة) ، (وصحيح مسلم رقم ٢٨٣٤ وما بعده - كتاب الجنة وصفة نعيمها، ب أول زمرة تدخل الجنة) ، واللفظ للبخاري. وذكره السيوطي في الدر المنثور (١/٩٨)) .