للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بها الشجر، فهي خضراء ناعمة، لا تصيبها الشمس على أي حال كانت، لا إذا طلعت، ولا إذا غربت، وكذلك هذا المؤمن قد أجير من أن يصيبه شيء من الغير، وقد ابتلى بها فثبته الله فيها، فهو بين أربع خلال، إن أعطى شكر، وإن ابتلي صبر، وإن حكم عدل، وإن قال صدق، فهو في سائر الناس كالرجل الحي يمشي في قبور الأموات، قال (نور على نور) فهو يتقلب في خمسة من النور، فكلامه نور، وعمله نور، ومدخله نور، ومخرجه نور، ومصيره إلى النور يوم القيامة في الجنة.

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (مثل نوره كمشكاة) قال: مثل هداه في قلب المؤمن، كما يكاد الزيت الصافي يضيء قبل أن تمسه النار، فإذا مسته النار ازداد ضوءا على ضوء، كذلك يكون قلب المؤمن يعمل بالهدى قبل أن يأتيه العلم، فإذا جاءه العلم ازداد هدى على هدى، ونورا على نور كما قال إبراهيم صلوات الله عليه قبل أن تجيئه المعرفة (قال هذا ربي) حين رأى الكوكب من غير أن يخبره أحد أن له رباً، فلما أخبره الله أنه ربه ازداد هدى على هدى.

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله (كمشكاة) قال: القنديل، ثم العمود الذي فيه القنديل.

قوله تعالى (شجرة مباركة زيتونة..)

قال الحاكم: أخبرنا أبو عبد الله الصفار، ثنا أحمد بن مهران، ثنا أبو نُعيم، ثنا سفيان عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطاء عن أبي أسيد - رضي الله عنه - عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "كلوا الزيت وادهنوا بها فإنه من شجرة مباركة".

هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. (المستدرك ٢/٣٩٧-٣٩٨ - ك التفسير - سورة النور، وأقره الذهبي) ، وأخرجه الترمذي (السنن ٤/٢٨٥ ح ١٨٥١) ، والضياء (المختارة ١/١٧٤ ح ٨٢ و٨٣) كلاهما من حديث عمر - رضي الله عنه - مرفوعاً بنحوه وصححه الألباني (السلسلة الصحيحة ح ٣٧٩) .

انظر حديث عمر المتقدم عند الآية رقم (٢٠) من سورة المؤمنون لبيان مكان خروجها وهو طور سيناء ولبيان صفاتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>