وأخرج الطبري بإسناده الصحيح عن مجاهد في قول الله (للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله) قال: هؤلاء الذين عرفوا أنه من عند الله يحرفونه.
قوله تعالى (فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون)
أخرج مسلم بسنده عن جرير مرفوعاً:"من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل
بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء".
(الصحيح رقم ١٥- العلم، ب من سن سنة حسنة أو سيئة) .
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية قال: عمدوا إلى ما أنزل الله في كتابهم من نعت محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فحرفوه عن مواضعه يبتغون بذلك غرضا من غرض الدنيا قال الله عز وجل (فويل لهم مما كتبت أيديهم) .
وبه عن أبي العالية (وويل لهم مما يكسبون) يعني من الخطة.
وأخرج سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن علقمة قال: سألت ابن عباس عن قوله تعالى (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم) قال: نزلت في المشركين وأهل الكتاب.
(انظر تفسير ابن كثير (١/٢١٠) ، ورجاله ثقات وإسناده صحيح.
قوله تعالى (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة)
أخرج البخاري بسنده عن أبي هريرة -رضى الله عنه- قال: لما فتحت خيبر أهديت للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ٍ شاة فيها سم، فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: اجمعوا لي من كان هاهنا من يهود، فجمعوا له، فقال: إني سائلكم عن شيء، فهل أنتم صادقي عنه؟ فقالوا: نعم. قال لهم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: من أبوكم؟ قالوا: فلان. فقال: كذبتم، بل أبوكم فلان. قالوا: صدقت. قال: فهل أنتم صادقي عن شيء إن سألت عنه؟ فقالوا: نعم يا أبا القاسم، وإن كذبنا عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا. فقال لهم: من