وقتلاهم في النار؟ قال:"بلى" قال: ففيم نُعطي الدنيّة في ديننا، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال "يا ابن الخطاب! إني رسول الله. ولن يضيّعني الله أبداً". قال: فانطلق عمر فلم يصبر متغيظا. فأتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر! ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال: بلى. قال: أليس قتلانا في الجنة وقتالاهم في النار؟ قال: بلى. قال: فعلامَ نعطي الدنيّة في ديننا، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال: يا ابن الخطاب! إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبداً. قال: فنزل القرآن على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالمفتح. فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه. فقال: يا رسول الله! أوفتح هو؟ قال:"نعم" فطابت نفسه ورجع.
(صحيح مسلم ٣/١٤١١-١٤١٢ - ك الجهاد والسير، ب صلح الحديبية في الحديبية ح١٧٨٥) ، (صحيح البخاري ٨/٤٥١ ح٤٨٤٤ - التفسير - سورة الفتح، الآية) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) والفتح: القضاء.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، في قول الله (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) قال: نحره بالحديبية وحلقه.
قال البخاري: حدثنا أحمد بن سريج، أخبرنا شبابة، حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة المزني، عن عبد الله المُغَفل المزني قال: رأيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوم الفتح على ناقة له يقرأ سورة الفتح -أو من سورة الفتح- قال فرجّعَ فيها.
قال: ثم قرأ معاوية يحكي قراءة ابن مُغَفل. وقال: لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجعّت كما رجع ابن مُغَفل يحكي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقلت لمعاوية كيف كان ترجيعه؟ قال: أأأ ثلاث مرات.
(الصحيح - ك التوحيد، ب ذكر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وروايته عن ربه ح٧٥٤٠) ، قال ابن حجر: فرجّع فيها صوته أي ردد صوته بالقراءة (الفتح ٨/٥٨٤) .