وأصحابه حولاً، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهراً في السماء، حتى أنزل الله في أخر هذه السورة التخفيف. فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة. قال: قلت: يا أم المؤمنين! أنبئيني عن وتر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فقالت: كنا نعُدّ له سواكه وطهوره. فيبعثه الله ما شاء أن يبعثه من الليل. فيتسوّك ويتوضأ ويُصلي تسع ركعات. لا يجلس فيها إلا في الثامنة.
(الصحيح ١/٥١٢-٥١٣- ك صلاة المسافرين، ب جامع صلاة الليل ... ح ٧٤٦) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (يا أيها المزمل) أي: المتزمل بثيابه.
قوله تعالى (أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله:(قم الليل إلا قليلا نصفه أو أنقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا) فأمر الله نبيه والمؤمنين بقيام الليل إلا قليلا، فشق ذلك على المؤمنين، ثم خفف عنهم فرحمهم، وأنزل الله بعد هذا (علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض) ... إلى قوله (فاقرءوا ما تيسر منه) فوسع الله وله الحمد، ولم يضيق.
انظر سورة الإسراء آية (٧٩) . قوله تعالى (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً) .
قال البخاري: حدثنا إسحاق، حدثنا أبو عاصم، أخبرنا ابن جريج، أخبرنا ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن" وزاد غيره: "يجهر به".
(الصحيح ١٣/٥١٠- ك التوحيد، ب قوله تعالى (وأسروا قولكم أو اجهروا به ... ) ح ٧٥٢٧) .
قال البخاري: حدثنا محمد بن خلف أبو بكر، حدثنا أبو يحيى الحماني: حدثنا بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده أبي بردة، عن أبي موسى - رضي الله عنه - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال له:"يا أبا موسى، لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود".
(الصحيح ٨/٧١٠ - ك فضائل القرآن، ب حسن الصوت بالقراءة للقرآن ح ٥٠٤٨) ، وأخرجه مسلم (الصحيح ١/٥٤٦- ك صلاة المسافرين، ب استحباب تحسين الصوت بالقرآن ح ٧٩٣) بنحوه.