قال الترمذي: حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا أبو سعد هو الصنعاني، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: انسب لنا ربك، فأنزل الله (قل هو الله أحد الله الصمد) فالصمد الذي (لم يلد ولم يولد) لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت، ولا شيء يموت إلا سيورث، وإن الله عز وجل لا يموت ولا يورث.
(ولم يكن له كفوا أحد) قال: لم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء.
(السنن ٥/٤٥١-٤٥٢ ح ٣٣٦٤- ك التفسير، ب ومن سورة الإخلاص) ، وأخرجه أحمد (المسند ٥/١٣٣-١٣٤) عن أبي سعد، وابن خزيمة (التوحيد ١/٩٥ ح١١-٤٥) عن أحمد بن منيع ومحمود بن خراش كلاهما عن أبي سعد، والحاكم (المستدرك ٢/٥٤٠) من طريق محمد بن سابق، كلهم عن أبي جعفر الرازي به. وليس عند الإمام أحمد كلام أبي المدكور عقب الحديث. قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي وحسنه الحافظ ابن حجر (فتح الباري ١٣/٣٥٦) . وقال الألباني: حسن دون قوله "والصمد الذي"(صحيح سنن الترمذي ح ٢٦٨٠) وللحديث شواهد ذكرها الشيخ الطرهوني في (موسوعة الفضائل ٢/٣٦٥-٣٧٠) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (الصمد) قال: السيد الذي قد كمل في سؤدده، والشريف الذي قد كمل في شرفه، والعظيم الذي قد عظم في عظمته، والحليم الذي قد كمل في حلمه، والغنيّ الذي قد كمل في غناه، والجبّار الذي قد كمل في جبروته، والعالم الذي قد كمل في علمه، والحكيم الذي قد كمل في حكمته، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد، وهو الله سبحانه هذه صفاته، لا تنبغى إلا له.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس:(ولم يكن له كفوا أحد) قال: ليس كمثله شيء، فسبحان الله الواحد القهار.