في البيت فأذكرك فما أصبر حتى أتيك فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك. فلم يرد عليه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شيئاً حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين) الآية.
(المعجم الصغير ١/٢٦) ، وأخرجه أبو نعيم (حلية الأولياء ٤/٢٤٠) عن أحمد بن عمرو الخلال به.
وعزاه الحافظ ابن كثير إلى المقدسى في (صفة الجنة) من طريق الطبراني، ثم قال: لا أرى بإسناده بأساً.
(التفسير ١/٥٢٣) . وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الصغير والأوسط، ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله ابن عمران العابدى، وهو ثقة (مجمع الزوائد ٧/٧) ، والحديث أخرجه ابن أبي حاتم (التفسير ح ٣٥٧٥) ، والطبري (التفسير ح ٩٩٢٥) من طريق جرير، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق به مرسلاً. وهو إسناد حسن على إرساله (انظر تفسير ابن أبي حاتم- الحاشية) .
قوله تعالى (ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليماً)
إشارة إلى مقام الطاعة بالله والرسول كما في الآية السابقة.
قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعاً)
أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قال:(خذوا حذركم فانفروا ثبات) قال: عصبا، يعنى سرايا متفرقين (أو انفروا جميعاً) يعني كلكم.
قوله تعالى (وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله على إذ لم أكن معهم شهيدا)
أخرج أدم بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله:(وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة) إلى قوله (فسوف نؤتيه أجرا عظيما) مابين ذلك في المنافقين.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن مقاتل بن حيان قوله:(وإن منكم لمن ليبطئن) يقول: وإن منكم لمن ليتخلفن عن الجهاد (فإن أصابتكم مصيبة) من العدو والجهد من العيش.