للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَكَانَتْ قَدْ سَلَمَتْهَا إِلَى أَبِي جَعْفَرِ بنِ الصَّبَّاغٍ (١) فَبَقِيَ المِفْتَاحُ مَعَهُ أَيَّامًا، ثُمَّ اسْتَعَادَتْ مِنْهُ المِفْتَاحُ، وَسَلَّمَتْهُ إِلَيَّ مِنْ غيْرِ طَلَبٍ كَانَ مِنِّي، وَكَتَبَتْ علَى حَائِطِهَا اسْمَ الإِمَامِ أَحْمَدَ، وَأَنَّهَا مُفَوَّضَةٌ إِلَى نَاصِرِ السُّنَّةِ ابنِ الجَوْزِيِّ، وَتُقُدِّمَ إِلَيَّ بِذِكْرِ الدَّرْسِ فِيْهَا، وَحَضَرَ قَاضِي القُضَاةِ، وَحَاجِبِ البَابِ وَفُقَهَاءِ "بَغْدَادَ" وَخُلِعَتْ عَلَيَّ خُلْعَةٌ، وَخَرَجَ الدُّعَاةُ بَيْنَ يَدَيَّ وَالخَدَمُ، وَوَقَفَ أَهْلُ "بَغْدَادَ" مِنْ "بَابِ النُّوْبِيِّ" إِلَى بَابِ المَدْرَسَةِ كَمَا يَكُوْنُ فِي العِيْدِ وَأَكْثَرَ.

وَكَانَ عَلَى بَابِ المَدْرَسَةِ أُلُوْفٌ، وَأَلْقَيْتُ يَوْمَئِذٍ دُرُوْسًا كَثيْرةً، مِنَ الأُصُوْلِ وَالفُرُوْعِ، وَكَانَ يَوْمًا مَشْهُوْدًا لَمْ يُرَ مِثْلُهُ، وَدَخَلَ عَلَى قُلُوْبِ أَهْلِ المَذَاهِبِ غَمٌّ عَظِيْمٌ. وَتُقُدِّمَ بِبِنَاءِ دَكَّة لَنَا فِي جَامِعِ القَصْرِ، فَانْزَعَجَ لِهَذَا


= أَبِي نَصْرِ بنِ جَهِيْرٍ، وَكَانَتْ وَصَلَتْ مُلْكِيَّتِهَا إِلَى الجِهَةِ المُسَمَّاة "بَنَفْشَة" فَجَعَلَتْهَا مَدْرَسَةً وَسَلَّمَتْهَا إِلَى أَبِي جَعْفَرِ … " وَقَوْلُهُ: "وَكَتَبَتْ في كِتَابِ الوَقْفِ … " جَاءَ في "المُنْتَظَمِ" ص (٢٥٨) هكَذَا: "وَفِي رَمَضَانَ كُتِبَ عَلَى حَائِطِ المَدْرَسَةِ -الَّتِي أَوْقَفَتْهَا الجِهَةُ وَسَلَّمَتْهَا إِلَيَّ- بِخَطِّ القَطَّاعِ في الآجُرِّ: وَقَفَتْ هَذهِ المَدْرَسَةَ المَيْمُوْنَةَ الجِهَةُ المُعَظَّمَةُ الشَّرِيْفَةُ الرَّحِيْمَةُ، بِدَارِ الرَّوَاشِيْنِيِّ في أَيَّامِ سَيِّدِنَا وَمَوْلانَا الإمَامِ المُسْتَضِيءِ بِأَمْرِ اللهِ، أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، عَلَى أَصْحَابِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلِ، وَفَوَّضَتِ التَّدْرِيْسَ بِهَا إِلَى نَاصِرِ السُّنَّةِ … " ثُمَّ يَعُوْدُ بَقِيَّةُ النَّصِّ إِلَى ص (٢٥٣). فَالنَّصُّ في "المُنْتَظِمِ" في مَوْضِعَيْنِ مُتَبَاعِدَيْنِ؟!
(١) مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِي، أَبُو جَعَفَرٍ، الفَقِيْهُ، الشَّافِعِيُّ (ت: ٥٨٥ هـ) وَلِيَ القَضَاءَ بِـ"حَرِيْمِ دَارِ الخِلَافَةِ" فَلَمْ تُحْمَدْ سِيْرَتُهُ فَعُزِلَ. أَخْبَارُهُ في: ذَيْلِ تَارِيْخِ بَغْدَادَ لابْنِ الدُّبَيْثِيِّ (٢/ ٥٧)، وَمَشْيَخَةِ النَّعَّالِ (٩٤)، وَالمُخْتَصَرِ المُحْتَاجِ إِلَيْهِ (١/ ٧٢)، وَطَبَقَاتِ الشَّافِعِيَّةِ للسُّبْكِي (٦/ ١٤٨)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (٤/ ٦٤).