لَمْ يُفْرِدْهُ المُؤَلِّفُ بِالتَّرْجَمَةِ كَمَا تَرَى، وَليْسَ هَذَا مَوْضِعَهُ، وَحَقُّهُ أَنْ يُفْرَدَ، وَيُذْكَرَ فِي مَوْضِعِهِ؛ لأَنَّ المُؤَلِّفَ - عَفَا اللهُ عَنْهُ - يَعْرِفُ مَوْلِدَهُ وَوَفَاتَهُ وَشَيْئًا مِنْ أَخْبَارِهِ، وَلَو فَعَلَ لَكَانَ أَجْمَلَ وَأَحْسَنَ، وَهُوَ أَشْهَرُ مِن أَبِيْهِ، وَأَكْثَرُ أَخْبَارًا، وَلَو عَكَسَ الأَمْرَ فتَرْجَمَ لِلاِبْنِ وَذَكَرَ وَالِدَهُ في سِيَاقِ تَرْجَمَتِهِ كَمَا فَعَلَ المُنْذِرِيُّ لَكَانَ الأَجْدَرَ أَيْضًا. وَمِثْلُهُ فَعَلَ ابنُ نَصْرِ اللهِ في "مُخْتَصَرِهِ"، وَابنُ مُفْلِحٍ في "المَقْصَدِ الأَرْشَدِ"، وأَفْرَدَهُ العُلَيْمِيُّ في "المَنْهَجِ الأَحْمَدِ" (٤/ ٩٥) وَذَكَرَهُ فِي مَوْضِعِهِ.وَيُرَاجَعُ: التَّكْمِلَةُ للمُنْذِرِيِّ (٢/ ٢٦٢)، وَالمُخْتَصَرُ المُحْتَاجُ إِلَيْهِ (٣/ ٣٤)، وَذَيْلُ تَارِيْخِ بَغْدَادَ لابنِ النَّجَّارِ (١/ ١٢٦)، وَمَشْيَخَةُ الحَرَّانِيِّ الكُبْرَى (ورقة: ١٠٧) (الشَّيْخُ الثَّانِي وَالسِّتُّوْنَ)، وَمَشْيَخَتُهُ الصُّغْرَى (ورقة: ٥٢)، وَتَارِيْخُ الإِسْلَامٍ للذَّهَبِيِّ (٣٣٦). وَذَكَرَ المُنْذِرِيُّ إِنَّهُ سَمِعَ أَيْضًا من أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الأَشْقَرِ، وأَبِي الفَتْحِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبي القَاسِمِ الكَرُّوْخِيِّ وَغَيْرِهِمْ قَالَ: "وَحَدَّثَ، … وَلَنَا مِنْهُ إِجَازَةٌ، كَتَبَ بِهَا إِلَيْنَا مِنْ "بَغْدَادَ" في رَمَضَان سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّمَائَةَ" قَالَ الحَافِظُ ابنُ النَّجَّارِ: "شَهِدَ عِنْدَ القَاضِي أَبِي القَاسِمِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ الدَّامَغَانِيِّ فِي يَوْمِ السَّبْتِ لِثَلَاثٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ فَقَبِلَ شَهَادَتَهُ، وَوَلِيَ قَضَاءَ "الحَرِيْمِ" وَ"مَدِيْنَةَ المَنْصُوْرِ" وَمَا يَلِيْهَا مُدَّةً، ثُمَّ عُزِلَ عَنِ القَضَاءِ، وَبَقِيَ عَلَى عَدَالَتِهِ. وَكَانَ شَيْخًا نَبِيْلًا، مُتَدَيِّنًا، كَثِيْرَ الصَّدَقَةِ وَفِعْلَ الخَيْرِ، خَاشِعًا، غَزِيْرَ الدَّمْعَةِ، حَسَنَ الأَخْلَاقِ، حُلْوَ الأَلْفَاظِ، حُفَظَةً لِلْحِكَايَاتِ، ذَا سَمْتٍ وَوَقَارٍ، وَحِشْمَةٍ وَهَيْبَةٍ سَمِعَ الحَدِيْثَ. . ." وَزَادَ في شُيُوْخِهِ: أَبَا القَاسِمِ سَعِيْدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ البَنَّاءِ، وَقَالَ: =
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute