للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَدُفِنَ مِنَ الغَدِ بِمَقْبَرَةِ "بَابِ حَرْبٍ"، - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى - (٢).

قَالَ ابنُ الجَوْزِيِّ: حَكَى أَبُو المَكَارِمِ بْنُ رُمَيْضَاءَ السَّقْلَاطُوْنِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا سَعْدٍ بنَ أَبِي عِمَامَةَ فِي المَنَامِ، حِينَ اخْتَصَمَ المُسْتَرْشِدُ وَالسُّلْطَانِ مَحْمُوْدٌ، وَعَلَيْهِ ثِيَابُ بَيَاضٍ، فَسَلَّمْتُ عَلَيهِ، وَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ قَالَ: مِنْ عِنْدِ الإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَهَا هُوَ وَرَائِي، فَالْتَفَتُّ فَرَأَيْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، وَمَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقُلْتُ: إِلَى أَيْنَ تَقْصِدُوْنَ؟ قَالَ: إِلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ المُسْتَرْشِدِ بِاللهِ لِنَدْعُوَ لَهُ، فَصَحِبْتُهُمْ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى "الحَرْبِيَّةِ" إِلَى "مَسْجِدِ ابْنِ القَزْوِيْنِيِّ" فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: نَدْخُلُ، فَأَخَذَ الشَّيْخُ مَعَنَا، فَدَخَلَ بَابَ المَسْجِدِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ (١)، فَإِذَا الصَّوْتُ مِنْ صَدْرِ المَسْجِدِ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، الإِمَامُ قَدْ نُصِرَ، قَالَ: فَانْتَبَهْتُ مَرْعُوْبًا، وَكَانَ كَمَا قَالَ الشَّيْخُ.

٥٣ - جَعْفَرُ بْنُ الحَسَن (٢) الدَّرْزِيْجَانِيُّ، الفَقِيْهُ، الزَّاهِدُ. ذَكَرَهُ القَاضِي


(١) فِي (ط) بطبْعَتيه: "وَبَرَكَاتُهُ".
(٢) ٥٣ - جَعْفَرُ الدَّرْزيْجَانِيُّ (؟ - ٥٠٦ هـ).
أَخْبَارُهُ فِي: طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ (٣/ ٤٧٧)، وَمُخْتَصَرِهِ (٤٠٨)، وَمُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابنِ نَصْرِ اللهِ (ورقة: ١٢)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (١/ ٢٦٩)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (٣/ ٥١)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (١/ ٢٣٠). وَيُرَاجَعُ: سِيَرُ أَعْلَامِ النُّبَلاءِ (١٩/ ٤١٤)، وَتَارِيْخُ الإِسْلامِ (١٣٧)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (١١/ ١٠١)، وَشَذَرَاتُ الذَّهَبِ (٤/ ١٥، ٦/ ٢٦).
وَ (الدَّرْزِيْجَانِيُّ) "نِسْبَةً إِلَى (دَرْزِيْجَانَ) قَرْيَةٌ عَلَى ثَلاثةِ فَرَاسِخَ من "بَغْدَادَ" بِفَتْحِ =