للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَذَكَرَ ابنُ النَّجَّارِ: أَنَّهُ كَانَ يُرَاسِلُ بِهِ إِلَى المُلُوْكِ فِي أَيَّامِ المُسْتَظْهَرِ (١)، وَأَنَّهُ كَانَ شَدِيْدَ القُوَّةِ فِي بَدَنِهِ (٢)، وَأَنَّهُ حَدَّثَ بـ "أَصْبَهَانَ". وَسَمِعَ مِنْهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاقُ الحَافِظُ. وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الأَحَدِ سَابِعَ عَشَرَ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِمَائَةَ، وَدُفِنَ مِنَ الغَدِ بِمَقْبَرَةِ "بَابِ حَرْبٍ" عِنْدَ أَخِيْهِ أَبِي الفَضْلِ. رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالَى.

٣٤ - عَلِيُّ بنُ عَمْرِو (٣) بنِ الحَسَنِ بنِ عَمْرٍو الحَرَّانِيُّ، أَبُو الحَسَنِ بنُ الضَّرِيْرُ،


= وَلَعَلَّهَا هِيَ الأصَحُّ وَالمَقْصُوْدَةُ، وَمَا سِوَاهَا تَحْرِيْفٌ؛ لأنَّهَا تُنَاسِبُ قَوْلَهُ: "يَلْبَس الحَرِيْرَ" يُريْدُ إِنَّه مَعَ وَرَعِهِ يَلْبَسُ الحَرِيْرَ، فَلَا بُدَّ أَنَّهُ يَسْتَجِيْزُهُ إِمَّا عَلَى تَأْوِيْلٍ …
(١) ذَكَرَ الحَافِظُ ابنُ النَّجَّارِ حِكَايةً تَدُلُّ عَلَى ذلِكَ فَقَالَ: "قَرَأْتُ في كِتَابِ أَبِي الحَسَنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الهَمَذَانِيِّ، قَالَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيُّ كَانَ أَبدًا يَحْكِي أَنَّهُ كَانَ بِدَارِ ابنِ جَرْدَةَ فَطَلَبَ بَعْضُ مَنْ حَضَرَ مَاءً لِيَشْرَبَهُ، فَقَامَ قَاصِدًا لِلْحُبِّ فَأَتَى بحُبٍّ عُكْبَرِيَّ، وَقَدْ مُلِءَ بالمَاءِ وَأُتْرِعَ فتَعَجَّبَ مَنْ رَآهُ مِنْ شِدَّةِ قُوَّتِهِ".
(فَائِدَةٌ): في المَطْبُوعِ من كِتَابِ ابنِ النَّجَّارِ: "جَوْدَة"؟ وابنُ جَرْدَةَ التَّاجِرُ العُكْبَرِيُّ الحَنْبَلِيُّ سَبَقَ أَنْ ذَكَرْتُهُ. وَفِيْهِ: "الجُبُّ .. وَبِجُبٍّ" بالجِيْمِ وَصَوَابُهَا بِالحَاءِ المُهْمَلَةِ، وَالحُبُّ جَرَّةٌ كَبِيْرَةٌ مِنْ فَخَّارٍ، يُحْفَظُ وَيُبَرَّدُ فِيْهَا المَاءِ، وهي عَلَى تَسْمِيَتِهَا فِي مَنْطِقَةِ الخَلِيْجِ العَرَبِيِّ، يَنْطِقُوْنَهَا بِكَسْرِ الحَاءِ، وَهِيَ الَّتِي تُسَمَّى فِي اللُّغَةِ العَامِيَّةِ فِي نَجْدٍ "الزِّير".
(٢) الخَلِيْفَةُ المُسْتَظْهِرُ سَبَقَ فِي تَرْجَمَةِ أَبِيْهِ رِزْقِ اللهِ.
(٣) ٣٤ - أَبُو الحَسَنِ الحَرَّانِيُّ (؟ - ٤٨٨ هـ):
أَخْبَارُهُ في: طَبَقَاتِ الحَنَابِلةِ (٣/ ٤٦٣)، وَمُخْتَصَرِهِ (٤٠٢)، وَمُخْتَصَرِ الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ لابنِ نَصْرِ اللهِ (ورقة: ٩)، وَالمَقْصَدِ الأَرْشَدِ (٢/ ٢٤٢)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (٣/ ٢١)، وَمُخْتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" (١/ ٢١٧)، وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ =