وَلَمْ يَبْقَ مَنْ يُرْجَى لإِيْضاحِ مُشْكِلٍ … وَأَصْبَحَ رَبْعُ العِلْمِ وَهْوَ خَرَابُ
ثُمَّ قَالَ أَبُو المُظَفَّرِ: أَصْبَحْنَا عَمِلْنَا عَزَاهُ، وَتَكَلَّمْتُ فِيْهِ، وَحَضَرَ خَلْقٌ عَظِيْمٌ. وأَنْشَدَ القَادِرِيُّ (١) العَلَوِيُّ:
الدَّهْرُ عَنْ طَمَع يَغُرُّ وَيَخْدَعُ … وَزَخَارِفُ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ تُطْمِعُ
وَأَعِنَّةُ الآمَالِ يُطْلِقُهَا الرَّجَا … طَمَعًا وَأَسْيَافُ المَنِيَّةِ تَقْطَعُ
وَالمَوْتُ آتٍ وَالحَيَاةُ مَرِيْرَةٌ … وَالنَّاسُ بَعْضُهُمُ لِبَعْضٍ يَتْبَعُ
وَاعْلَمْ بِأَنكَ عَنْ قَلِيْلٍ صَائِرٌ … خَبَرًا فَكُنْ خَبَرًا بِخَيْرٍ يُسْمَعُ
لِعُلَا أَبِي الفَرَجِ الَّذِي بَعْدَ التُّقَى … وَالعِلْمِ يَوْمَ حَوَاهُ هَذَا المَجْمَعُ
حَبْرٌ عَلَيْهِ الشَّرْعُ أَصْبَحَ وَالِهًا … ذَا مُقْلَةٍ حَرَّى عَلَيْهِ تَدْمَعُ
مَنْ لِلْفَتَاوَى المُشْكِلَاتِ وَحَلِّهَا … مِنْ ذَا لِخَرْقِ الشَّرْعِ يَوْمًا يُرْقَعُ
مَنْ لِلْمَنَابِرِ أَنْ يَقُوْمَ خَطِيْبُهَا … وَلِرَدِّ مَسْأَلَةٍ يَقُوْلُ فَيُسْمَعُ
مَنْ لِلْجِدَالِ إِذَا الشِّفَاهُ تَقَلَّصَتْ … وَتَأَخَّرَ القَوْمَ الهِزَبْرُ المِصْقَعُ
مَنْ لِلْدَّيَاجِي قَائِمًا دَيْجُوْرُهَا … يَتْلُو الكِتَابَ بِمُقْلَةِ لَا تَهْجَعُ
أَجْمَالَ دِيْنِ مُحَمَّدٍ مَاتَ التُّقَى … وَالعِلْمُ بَعْدَكَ وَاسْتَحَمَّ المَجْمَعُ
يَا قَبْرُهُ جَادَتْكَ كُلُّ غَمَامَةٍ … هَطَّالَةٍ رَكَّانَةٍ لَا تُقْلِعُ
قَبْلَ الصَّلَاةِ مَعَ الصَّلَاةِ فَتِهْ بِهِ … وَانْظُرْ بِهِ يَا رَمْلُ مَاذَا يَصْنَعُ
يَا أَحْمَدٌ خُذْ أَحْمَدَ الثَّانِي الَّذِي … مَازَالَ عَنْكَ مُدَافِعًا لَا يَرْجِعُ
أَقْسَمْتُ لَوْ كُشِفَ الغِطَا لَرَأَيْتُمْ … وَفْدَ المَلَائِكَ حَوْلَهُ تَتَشَرَّعُ
(١) زَادَ مُحَقِّقُ "تَارِيْخِ الإِسْلامِ" لَفْظَةَ "عَبْدٍ" وَحَذَفَ اليَاء فَأَصْبَحَتْ "عَبْدَ القَادِرِ"؟!