للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لَمْ يُعْرَفْ، وَنَحْوِ ذلِكَ (١). وَمِنْ مُبَالَغَتِهِ فِي الحَطِّ قَالَ أَبُو شَامَةَ: هَذَا غُلُوٌّ مِنْ قَائِلِهِ، وَهُوَ كَمَا قَالَ، وَلَا رَيْبَ أَنَّهُ مَطْعُوْن فِيْهِ مِنْ جِهَتَيْنِ:

- مِنْ جِهَةِ ادِّعَائِهِ النَّسَبَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ؛ فَإِنَّ هَذَا أَنْكَرَهُ النَّاسُ كُلُّهُمْ عَلَيْهِ، وَاشْتُهِرَ إِنْكَارُهُ، حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ (٢):


(١) كَلامُ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ -رَحِمَهُ اللهُ- جَيِّدٌ، وَدِفَاعٌ في مَحَلِّهِ.
(٢) هُوَ أَبُو جعْفَرِ بنُ الوَاثِقِيِّ كَمَا فِي "الوَافِي بِالوَفَيَاتِ" قَالَ مُحَقِّقُهُ في الهَامِشِ بعْدَ قَوْلِ الصَّفْدِيِّ: "وَبَالَغَ ابنُ الدُّبَيْثِيِّ في الطَّعْنِ عَلَيْهِ، وَزَادَ في غُلُوِّهِ فِيْهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِحَقِيْقَةِ الْحَالِ؟! قَالَ المُحَقِّقُ الْفَاضِلُ: "الوَاضِحُ أَنَ الصَّفِديِّ يَنْقُلُ شِعْرَ الوَاثِقِيِّ عَنِ ابنِ الدُّبَيْثيِّ، لكِنَّ اخْتِصَارَ ابنِ الدُّبَيْثيِّ للذَّهَبِيِّ جَعَلَ التَّرْجَمَةَ تَرِدُ في بِضْعَةِ أَسْطُرِ، فَلَا يُمْكِنُ الحُكْمَ فِيْمَا قَالَهُ الصَّفْدِيُّ، وَهَذَا إِذَا لَمْ يَكُنِ الصَّفْدِيُّ قَدْ نَقَلَ هَذَا الْحَكمَ عَن "تَارِيْخِ الإِسْلامِ" للذَّهَبِيِّ الْمَعْرُوفِ بِالمَيْلِ إِلَى الحَنَابِلَةِ، ولَمْ أَسْتَطِع مُرَاجَعَةَ تَرْجَمَتِهِ فِي الذَّهَبِيِّ".
يَقُولُ الْفَقِيْرُ إِلَى اللهِ تَعَالَى: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سُليمان العثيمين -عَفَا اللهُ عَنْهُ-: لَا دَلِيْلَ عَلَى أَنَّ الصَّفَدِيَّ يَنْقُلُ شِعْرَ الوَاثِقِيِّ عَنِ ابنُ الدُّبَيْثِيِّ فَإِنْ كَانَ ذلِكَ عِنْدَهُ هُوَ وَاضِحًا فَلَيْسَ عِنْدِي بِوَاضِحٍ؟! فَالصَّفَدِيُّ لَمَّا نَقَلَ أَخْبَارَ الوَاثِقِيِّ فِي الوَافِي بِالوَفَيَاتِ (٧/ ٢٠٦) نَقَلَهَا عَنِ ابْنِ النَّجَّارِ وَلَمْ يَنْقُلْهَا عَنِ ابنِ الدُّبَيْثِيِّ وَقَالَ عَنْهُ -نَقْلًا عَنِ ابنِ النَّجَّارِ-: "وَكَانَ كَثيْرَ الهِجَاءِ، خَبِيْثُ الِّلسَانِ" فَهَذَا مِنْ خُبْثِ لِسَانِهِ، وَإِنْ كَانَ الوَاثِقِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ- غَسَلَ دِيْوَانَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ. كَأَنَّهُ نَدِمَ. وَهُوَ أَحْمَدُ بنُ عَلِي بنِ عِيْسَى ابنِ هِبَةِ اللهِ … من وَلَدِ الخَلِيْفَةِ الوَاثِقِ (ت: ٥٩٣ هـ). ولم يَنْقُلِ الصَّفَدِيُّ الْحُكْمَ عن الذَّهَبِيِّ فِي "تَارِيْخِ الإِسْلامِ" فتَرْجَمَةِ ابنِ المَارسْتانيَّة في "تَارِيْخِ الإِسْلامِ" تَخْلُو تَمَامًا مِنْ مِثْل ذلِكَ. وَلَمْ يَكُنِ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ يَمِيْلُ إِلَى الْحَنَابِلَةِ؟!، بَلْ هُوَ مُنْصِفٌ لَهُمْ غَيْرُ مُتَجَنٍّ عَلَيْهِم فَحَسْبُ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.