للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

البَغْدَادِيُّ، البَابَصْرِيُّ، الوَاعِظُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، وَأَبُو الفَرَجِ.

وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الوَقْتِ، وَهِبَةِ اللهِ الشِّبْلِيِّ (١)، وَأَبِي المُظَفَّرِ بْنِ التُّرَيْكِيِّ (٢)، وَأَبِي مُحَمَّدٍ المَادِحِ، وَأَبِي المَعَالِي بْنِ النَّحَّاسِ وَغَيْرِهِمْ. وَقَرَأَ الوَعَظَ، وَالفِقْهَ، وَالحَدِيْثَ، علَى الشَّيْخِ أَبِي الفَرَجِ بْنِ الجَوزِي، وكَان خِصِّيْصًا بِهِ، ثُمَّ تَهَاجَرَا، وَتَبَايَنَا إلَى أَنْ فَرَّقَ المَوْتُ بَيْنَهُمَا.

قَالَ سِبْطُ ابْنُ الجَوْزِيِّ: ثُمَّ حَدَّثَتْهُ نَفْسُهُ بِمُضَاهَاةِ جَدِّي، وَكَنَّى نَفْسَهُ بِكُنْيَتِهِ، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ سَفْسَافُ (٣) أَهْلِ "بَابِ البَصْرَةِ" وَانْقَطَعَ عَنْ جَدِّي، وَلَمَّا جَاءَ مِنْ "وَاسِطَ" مَا جَاءَ إِلَيْهِ، وَلَا زَارَهُ، وَتزَوَّجَ صَبِيَّةً وَهُوَ فِي عَشْرِ السَّبْعِيْنَ، فَاغْتَسَلَ فِي يَوْمِ بَارِدٍ، فَانْتَفَخَ ذَكَرُهُ، فَمَاتَ.

وَقَالَ القَادِسِيُّ: كَانَ تِلْمِيْذُ شَيْخِنَا ابْنِ الجَوْزِيِّ، وَصَحِبَهُ مُدَّةً، وَانْتَفَعَ بِهِ، ووَعَظَ بِجَامِعِ المَنْصُورِ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ بَعْضَ الأَيَّامَ عَلَى الكُرْسِيِّ: إِنَّ الثُّعْبَانَ لَمْ يَلْدَغْ أَبا بَكْرِ الصِّدِّيْقَ، وَلَمْ يَصَحَّ ذلِكَ، فَذَكَرْنَا ذلِكَ لِشَيْخِنَا ابنِ الجَوْزِيِّ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الحَدِيْثِ قَدْ ذَكَرَهُ الَّلالَكَائِيُّ (٤)، وَكَانَ مِنْ


(١) في (ط) "ابن السُّبكي".
(٢) في الأُصُولِ كُلِّهَا "مَا عَدَا" (ج) "البَرمكي" وَصَوَابُهَا: "التُّرَيْكِيُّ" كَمَا هُوَ مُثْبِتٌ وَهُوَ أَبُو المُظَفَّرِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحمَدَ الهَاشِمِيَّ (ت: ٥٥٥ هـ) كَمَا فِي سِيَرِ أَعْلامِ النُّبَلَاءِ (٢٠/ ٣٥٩). وَهُوَ حَنْبَلِيٌّ، ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.
(٣) السفساف: الحقير.
(٤) هُوَ الإِمَامُ الحافِظُ، المُجَوَّد، المُفْتِي، المُحَدِّثُ، هِبَةُ اللهِ بْن الحَسَنِ بنِ مَنْصُورِ، أَبُو القَاسِمِ الطَّبرِيُّ، الرَّازِيُّ، الشَّافِعِيُّ، اللَّالَكَائِيُّ، مُفِيْدُ "بِغْدَادَ" فِي وَقْتِهِ (ت: ٤١٨ هـ). أَخْبَارُهُ في =