للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الفَقِيْهِ الأُصُوْلِيُّ، المُنَاظِرُ، المُتَكَلِّمُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، وَيُلَقَّبُ "فَخْرُ الدِّيْنِ" وَيُعْرَفُ بِـ "ابْنِ الرَّفَّاءِ" (١)، وَبِـ "ابْنِ المَاشِطَةِ"، وَاشْتُهِرَ تَعْرِيْفُهُ بِـ "غُلَامِ ابْنِ المَنِّيِّ".

وُلِدَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ، وَسَمِعَ الحَدِيْثُ مِنْ شَيْخِهِ أَبِي الفَتْحِ بْنِ المَنِّيِّ، وَلَاحِقِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ كَارِهٍ، وَشُهْدَةَ (٢)، وَغَيْرِهِمْ، وَقَرَأَ الفِقْهَ وَالخِلَافَ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الفَتْحِ بْنِ المَنِّيِّ، وَلَازَمَهُ حَتَّى بَرَعَ، وَصَارَ أَوْحَدَ زَمَانِهِ فِي عِلْمِ الفِقْهِ، وَالخِلَافِ، وَالأَصْلَيْنِ، وَالنَّظَرِ، وَالجَدَلِ، وَدَرَّسَ بَعْدَ شَيْخِهِ بِمَسْجِدِهِ بِـ "المَأْمُوْنِيَّةِ" وَكَانَتْ لَهُ حَلْقَةٌ بِجَامِعِ القَصْرِ يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ فِيْهَا الفُقَهَاءُ لِلْمُنَاظَرَةِ، وَكَانَ حَسَنَ الكَلَامِ، جَيِّدَ العِبَارَةِ، فَصِيْحَ اللِّسَانِ، رَفِيْعَ الصَّوْتِ (٣). وَلَهُ تَصَانِيْفُ فِي الخِلَافِ وَالجَدَلِ،


= وَمُحْتَسِبَهَا الصَّدْرَ البَكْرِيَّ، وَالنَّاصِحَ ابْنَ الحَنْبَلِيِّ، وَكَانَ يُؤذِي النَّاسَ وَيَفْتَرِي، ثُمَّ عَادَ إِلَى "بَغْدَادَ" فَقَطَعَ الخَلِيْفَةُ "المُسْتَنْصِرُ" لِسَانَهُ وَطُوِّفَ بِهِ، فتَكَلَّمَ وَهَذَى، ثُمَّ عَادَ إِلَى السِّعَايَةِ بِالنَّاسِ فَنُفِيَ إِلَى "وَاسِطَ"، وَأُلْقِيَ فِي مَطْمُوْرَةٍ حَتَّى مَاتَ" كَذَا نَقَلَهُ عَنْهُ الحَافِظ الذَّهَبِي فِي تَارِيخِ الإِسْلَامِ (٣٦١)، في ترْجَمَةِ وَالِدِهِ، وَقَالَ الصَّلَاحُ الصَّفَدِيُّ فِي تَرْجَمَتِهِ هُوَ قَالَ: "الشَّيخُ، شَمْسُ الدِّيْنِ، قَطَعَ الخَلِيْفَةُ لِسَانَهُ، وَأَلْقَاهُ فِي مَطْمُوْرَةٍ إِلَى أَنْ مَاتَ سَنَةَ عَشْرٍ وَسِتِّمَائَةَ"؟! .. ". وَأَخُوْهُ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عَلِيٍّ (ت: ٦١٣ هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ.
(١) في (ط): "الوفاء" خَطَأٌ، وَمِثْلُهُ فِي "المَنْهَجِ الأَحْمَدِ".
(٢) جَاءَ في الوَافِي بِالوَفَيَاتِ عَنِ ابْنِ النَّجَّارِ قَوْلُهُ: "وَوُجِدَ سَمَاعُهُ فِي "مَشْيَخَةِ الكَاتِبَةِ شُهْدَةَ" فَسَمِعَهَا مِنْهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الغُرَبَاءِ وَغَيْرِهِمْ، وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا، وَلَمْ أُكَلِّمُهُ قَطٌّ".
(٣) قَالَ ابنُ الشَّعَّارِ: "وَكَانَ فَقِيْهًا، حَنْبَلِيًّا، وَاعِظًا، مُصَنِّفًا، مُتَوَحِّدًا فِي عِلْمِ الخِلَافِ وَالأُصُولِ، وَالنَّظَرِ، وَالجَدَلِ، نَاظَرَ، وَأَفْتَى، وَدَرَّسَ حَتَّى بَرَعَ فِي جَمِيْعِ ذلِكَ، سَمِعَ =