للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يُوْنُسَ - وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أُسْتَاذُ الدَّارِ (١) - العُلَمَاءَ وَالفُقَهَاءَ، وَالقُضَاةَ، وَالأَعْيَانَ، وَكَانَ ابْنُ الجَوْزِيِّ مَعَهُمْ، وَقَرَأَ فِي بَعْضِهَا مُخَاطَبَةَ زُحَلَ يَقُوْلُ: أَيُّهَا الكَوْكَبُ المُنِيْرُ (٢)، أَنْتَ تُدَبِّرُ الأَفْلَاكَ، وَتُحْيِيْ وَتُمِيْتُ وَأَنْتَ إِلَهُنَا، وَفِي حَقِّ المِّرِيْخِ مِنْ هَذَا الجِنْسِ، وَعْبدُ السَّلَامِ حَاضِرٌ، فَقَالَ ابنُ يُونُسَ: هَذَا خَطُّكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لِمَ كَتَبْتَهُ؟ قَالَ: لِأَرُدَّهُ عَلَى قَائِلِهِ (٣) ومَنْ يَعْتَقِدُهُ، فَأَمَرَ بِإِحْرَاقِ كُتُبِهِ، فَجَلَسَ قَاضِي القُضَاةِ وَالعُلَمَاءُ - وَابْنُ الجَوْزِيِّ مَعَهُمْ - عَلَى سَطْحِ مَسْجِدٍ مُجَاوِرٍ لِجَامِعِ الخَلِيْفَةِ، يَوْمَ الجُمُعَةِ وَأَضْرَمُوا تَحْتَ المَسْجِدِ نَارًا عَظِيْمَةً، وَخَرَجَ النَّاسُ مِنَ الجَامِعِ فَوَقَفُوا عَلَى طَبَقَاتِهمْ، وَالكُتُبُ علَى سَطْحِ المَسْجِدِ، وَقَامَ أَبُو بَكْرِ ابْنُ المَرَسْتَانِيَّةِ فَجَعَلَ يَقْرَأُ كِتَابًا كِتَابًا، مِنْ مُخَاطَبَةِ الكَوَاكِبِ وَنَحْوِهَا، وَيَقُوْلُ: اِلعَنُوا مَنْ كَتَبَهُ وَمَنْ يَعْتَقِدُهُ (٤) وَعَبْدُ السَّلَامِ حَاضِرٌ، فَيَضَجَّ العَوَامُّ بِاللَّعْنِ، فَتَعَدَّى اللَّعْنُ إِلَى الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ، بَلْ وَإِلَى الإِمَامِ أَحْمَدَ، وَظَهَرَتِ الأَحْقَادُ الصَّدْرِيَّةُ، وَقَالَ الخُصُوْمُ أَشْعَارًا، مِنْهَا قَوْلُ المُهَذَّبِ الرُّوْمِيِّ (٥) سَاكِنِ "النِّظَامِيَّةِ":


(١) في (ط): "أُسْتَاذًا لِدَارِ العُلَمَاءِ. . .".
(٢) في (ط) و (ج): "المضيء المنير".
(٣) نَقَلَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ عَنِ ابنِ النَّجَّارِ: "فَأَقَرَّ أَنَّهُ كَتَبَهُ مُعْجبًا لَا مُعْتَقِدًا".
(٤) في (ط): "كتبها" وَ"يعتقدها".
(٥) هو يَاقُوْتُ بنُ عَبْدِ اللهِ، مُهَذَّبُ الدَّيْنِ، أَبُو الدُّرِّ، الرُّوْمِيُّ. أَحَدُ شُعَرَاءِ العَصْرِ وَأُدَبَائِهِ المُجِيْدِيْنَ، نَشَأَ بِـ "بَغْدَادَ" وَحَفِظَ القُرْآنَ، وَعُنِيَ بالتَّحْصِيْلِ في "المَدْرَسَةِ النِّظَامِيَّةِ" فَقَرَأَ بِهَا العُلُوْمَ العَرَبِيَّةِ وَالأَدَبِيَّةِ عَلَى جَمَاعَةٍ، وَغَلَبَ عَلَيْهِ الشِّعْرُ، وَكَانَ حَسَنَ الخَطِّ =