للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أَحَدُ مَنْ عَلَّقَ عَنِ الوَالِدِ مِنَ الخِلَافِ وَالمَذْهَبِ، وَسَمِعَ مِنْهُ الحَدِيْثَ، وَزَوَّجَ ابْنَتَهُ لأَبِي عَلِيِّ بنِ البَنَّاءِ، وَأَوْلَدَهَا أَبَا نَصْرٍ (١). وَتُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَأَرْبَعِمَائَةَ


= الأنْسَابِ (١٠/ ١١٠)، وَقَالَ: "هَذِهِ النِّسْبَةُ إلى "قِرْمِيْسِيْنَ" وَهِيَ بَلْدَةٌ بِجِبَالِ العِرَاقِ، عَلَى ثَلَاثِيْن فَرْسَخًا مِنْ "هَمَذَانَ"، عَندَ "دِيْنَوَرَ" عَلَى طَرِيْقِ الحَاجِّ، قَالَ: بِتُّ بِهَا لَيْلَتَيْنِ، يُقَالُ لَهَا: "كرمان شاهان". . .". وَيُراجع: معجم البُلدان (٤/ ٣٧٥).
أَقُوْلُ - وعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: لَا تَزَالُ عَلَى تَسمِيَتِهَا، وَيُقَالُ لَهَا اليوْمَ: كِرْمَان شَاه، وَلَمْ يَذْكُرْ لَا هُوَ وَلَا السَّمْعَانِيُّ المُتَرْجَمَ هُنَا، وذَكَرَ السَّمْعَانيُّ مِنَ المَنْسَوْبِيْنَ إِلَيْهَا: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شَكَرِ بنِ بَكْرَانَ الخَيَّاطُ القِرْمِيْسِيْنِيُّ، سَكَنَ "بَغْدَادَ"، وَهُوَ وَالِدُ أَبِي القَاسِمِ عَبْدِ العَزِيزِ الأَزَجِيِّ، كَانَ فَقِيْهًا، صَدُوْقًا، تَفَقَّهَ عَلَى مَذْهَبِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ. . ." كَذَا قَالَ.
أَقُوْلُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: أَبُو الحَسَنِ هَذَا وَابْنُهُ عَبْدُ العَزِيْزِ وَهُوَ أَكثَرُ مِنْ أَبِيْهِ شُهْرَةً، وَيُعْرَفُ بِـ "الأَزَجِيِّ" كَانَ الحَافظُ الخَطِيْبُ يَعْتَمِدُ أَقْوَالَ عَبْدِ العَزِيْزِ في الرِّجَالِ فِي كِتِابِهِ "تَارِيْخِ بَغْدَادَ" لَمْ يَذْكُرَا فِي طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ؟! اسْتَدَرَكْتُهُمَا عَلَى "الطَّبقَاتِ" (١/ ٤٧).
(١) ابنُ البَنَّاءِ هُوَ الإمَام المَشْهُوْرُ الحَسَن بنُ أَحْمَدَ (ت: ٤٧١ هـ) وابنُهُ أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ (ت: ٥١٠ هـ) ذَكَرَهُمَا المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعَيْهِمَا كَمَا سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.
ويُسْتَدْرَكُ عَلى المُؤلِّفِ - رَحِمَهُ اللهُ - في وَفَيَاتِ هَذِهِ السَّنَةِ:
١ - عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بن يُوْسُفُ، الشَّيْخُ الفَاضِلُ، وَالعَالِمُ الكَبِيْرُ، المُلَقَّبِ بـ "الشَّيْخِ الأَجَلِّ" كَذَا قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ وَغَيْرُهُ، وَهُوَ سِبْطُ أَبِي الحَسَنِ أَحْمَدَ السُّوْسَنْجَرْدِيِّ الحَنْبَلِيِّ (ت: ٤٠٢ هـ) طَبَقَاتُ الحَنَابِلَةِ (٣/ ٣٠٣). قَالَ الحَافِظُ الخَطِيْبُ فِي "تَارِيْخِ بَغْدَادَ" (١٠/ ٤٣٤) فِي تَرْجَمَةِ ابنِ يُوْسُفَ هَذَا: "كَانَ أَوْحَدَ وَقْتِهِ فِي فِعْلِ الخَيْرِ، وَدَوَامِ الصَّدَقَةِ والإِفْضَالِ عَلَى العُلَمَاءِ، وَالنُّصْرَةِ لأَهْلِ السُّنَّةِ، وَالقَمْعِ لأهْلِ البِدَعِ" وَقَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "كَانَ له صُوْرَةٌ كَبِيْرَةٌ عَنْدَ الخَلِيْفَةِ، وَحُرْمَةٌ زَائِدَةٌ، وَكَانَ رَئيْسَ "بَغْدَادَ" وَصَدْرَهَا في وَقْتِهِ، مَعَ الدِّيْن وَالمُرُوْءَةِ، وَالصَّدَقَاتِ الوَافِرَةِ".
يَقُوْلُ الفَقِيْرُ إلَى اللهِ تَعَالَى عَبْدُ الرَّحْمَن بنُ سُلَيْمَان العُثَيْمِيْن - عَفَا اللهُ عَنْهُ -: وَهُوَ =