للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كَلَامِ جَدِّهِ فِي إِمْرَارِ الصِّفَاتِ وَإِثْبَاتِهَا.

وَقَالَ أَبُو شَامَةَ: هُوَ الَّذِي سَنَّ الجَمَاعَةَ فِي الصَّلَواتِ المَقْضِيَّةِ، فَكَانَ يُصَلِّي بِالجَمَاعَةِ بِحَلَقَتِهِمْ، بَيْنَ المَغْرِبِ وَالعِشَاءِ مَا قَدَّرَهُ اللهُ تَعَالَى، وَبَقِيَ ذلِكَ بَعْدَهُ مُدَّةً.

وَذَكَرَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ البُزُوْرِيُّ الوَاعِظُ (١)، فِي "طَبَقَاتِ أَصْحَابِ ابْنِ المَنِّيِّ" فِي سِيْرَتِهِ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ كَثِيْرًا، وَكَذلِكَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّازِقِ الرَّسْعَنِيُّ فِي "تَفْسِيْرهِ" (٢): يَذْكُرُهُ كَثِيْرًا، وَيُثْنِي عَلَيهِ وَيُعَظِّمُهُ، وَيَذْكُرُ مِنْ فَوَائِدِهِ وَكلَامِهِ.

قَالَ الضِّيَاءُ: تُوُفِّيَ - رَحِمَهُ اللهُ - لَيْلَةَ الخَمِيْسِ، وَقْتَ عِشَاءِ الآخِرَةِ، السَّادِسَ عَشْرَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَسِتِّمَائَةَ، وَقَالَ المُنْذِرِيُّ: السَّابِعَ عَشَرَ، وَدُفِنَ يَوْمَ الخَمِيْسِ، وَكَانَ صَلَّى تِلْكَ اللَّيْلَةِ المَغْرِبِ بِالجَامِعِ،


(١) المُتَوَفَّى سَنَةَ (٦٠٤ هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ. وَنَقَلَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ عَنِ البُزُوْرِيِّ قَوْلَهُ فِيْهِ: "فَقُهَ، وَبَرَعَ، وَكَمُلَ، وَجَمَعَ بَيْنَ العِلْمِ وَالعَمَلِ، أَحَدُ الوَرِعِيْنَ الزُّهَّادِ، وَصَاحِبُ لَيْلٍ وَاجْتِهَادٍ، مُتَوَاضِعٌ، صَلِفٌ، ظَرِيْفٌ، قَرَأَ القُرْآنَ بِالقِرَاءَاتِ، وَلَهُ المَعْرِفَةُ الحَسَنَةُ بِالحَدِيْثِ، مَعَ كَثْرَةِ السَّمَاعِ، وَاليَدُ البَاسِطَةُ فِي الفَرَائِضِ وَالنَّحْوَ، إِلَى غَيْرِ ذلِكَ مِنَ الفَضَائِلِ لَهُ الخَطُّ المَلِيْحُ المُشْرِقُ بِنُوْرِ التَّقْوَى.
وَلَيْسَ عَلَى اللهِ بِمُسْتَنْكِرٍ … أنْ يَجْمَعَ العَالَمَ فِي وَاحِدِ
هَذَا مَعَ طِيْبِ الأَخْلَاقِ، وَحُسْنِ العِشْرَةِ، فَمَا ذَاقَ فَمٌ المَودَّةَ أَعْذَبَ منْ أَخْلَاقِهِ، فَسُبْحَانَ مَنْ صَبَّرَنِي عَلَى فِرَاقِهْ.
(٢) تُوُفِّيَ الرَّسْعَنِيُّ سَنَةَ (٦٦١ هـ) واسْمُ تَفْسِيْرِهِ: "رُمُوْزُ الكُنُوْزِ .. " سَيَأْتِي الحَدِيْثُ عَنْهُ فِي مَوْضِعِهِ عِنْدَ ذِكْرِ المُؤَلِّف لَهُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.