(٢) قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "وُجِدَ خَطُّهُ عَلَى سِجِلٍّ بَاطِلٍ، فَطُوْلِبَ بِأَصْلِهِ، فَذَكَرَ أَنَّ قَاضِي القُضَاةِ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ العَبَّاسِيَّ قَالَ لَهُ: أَنَا شَاهَدْتُ الأَصْلَ فَاكْتُبْهُ، فَرَكَنَ إِلَى قَوْلِهِ فَأُحْضِرَ إِلَى دَارِ الخِلَافَةِ، وَرُفِعَ طَيْلَسَانِهِ، وَكُشِفَ رَأْسَهُ، وَأُرْكِبَ جَمَلًا، وَطِيْفَ بِهِ وَبِشَاهِدَيْنِ آخَرَيْنِ، وَصُفِعُوا، وَنُوْدِيَ عَلَيْهِمْ: "هَذَا جَزَاءُ مَنْ يَشْهَدُ بِالزُّوْرِ"، وَحُبِسُوا مُدَّةً، وَذلِكَ في سَنَة ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ. وَلَمْ يَزَلْ أَحْمَدُ البَنْدَنِيْجِيُّ، خَامِلًا إِلَى أَنْ ظَهَرَتْ الإِجَازَةُ لِلْخَلِيْفَةِ النَّاصِرِ، وَكَانَ أَخُوْهُ تَمِيْمٌ قَدْ تَوَلَّى أَخْذَهَا فَذَكَرَ حَالَهُ لِلنَّاصِرِ، وَأَنَّهُ لَمْ يَشْهَدْ بِزُوْرٍ مَحْضٍ، بَلْ رَكَنَ إِلَى قَوْلِ القَاضِي، وَأَنَّ أُسْتَاذَ الدَّارِ ابْنَ يُونُسَ كَانَ لَهُ غَرَضٌ فِي تَعْزِيْرِهِ، فَأَمَرَ الخَلِيْفَةُ النَّاصِرُ فَأُعِيْدَ إِلَى العَدَالَةِ، فَشَهِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّمَائَةِ عِنْدَ قَاضِي القُضَاةِ أَبِي القَاسِمِ عَبْدِ اللهِ بنِ الدَّامَغَانِيِّ فَقَبِلَهُ مِنْ غَيْرِ تَزْكِيَةٍ، حَكَى ابْنُ النَّجَّارِ هَذَا، وَقَالَ: قَرَأْتُ علَيْهِ كَثِيْرًا، وَكُنْتُ أَرَاهُ كَثِيْرَ التَّحَرِّي، لَا يَتَسَامَحُ فِي حَرْفٍ، وَمَعَ هَذَا أُصُوْلُهُ كَانَتْ مُظْلِمَةً، وَكَذلِكَ خَطُّهُ وَطِبَاقُهُ، وَكَانَ سَاقِطَ المُرُوْءَةِ، دَنِيءَ =
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute