للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سَلَامٌ يَا عِبَادِي نِلْتُمُوْهُ … جَزَاءٌ مِنْ مَلِيْكِكُمُوا وَفَاقَا

فَخَرُّوا ثُمَّ كَادَ العَقْلُ مِنْهُمْ … وَقَدْ لَاقَوْهُ يَنْطَلِقُ انْطِلَاقَا

وَكَيْفَ القَلْبُ لَا يَنْشَقُّ مِنِّي … عَلَى هَذَا بِغُصَّتِهِ انْشِقَاقَا

وَحَوْلَ القَوْمِ أَشْجَارٌ وَرَوْضٌ … مِنَ المُرْجَانِ تَصْطَفِقُ اصْطِفَاقَا

وَحُوْرٌ مِنْ بُطُوْنِ الغَيْبِ تَبْدُو … فَتَعْتَلِقَ القُلُوْبَ بِهَا اعْتِلَاقَا

يُلَاعِبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُرُوْرًا … بِوُدٍّ مَا أَتَوا فِيْهِ مَذَاقَا

فَمَنْ رَامَ الخُلُوْدَ بِدَارِ عَدْنٍ … يُشَمِّرُ فِي تَطَلُّبِ ذَاكَ سَاقَا

وَيُلْزِمُ نَفْسُهُ سَهَرَ اللَّيَالِي … وَيَكْلَفُ فِي العِبَادَةِ مَا أَطَاقَا

فَلَا وَاللهِ مَا نَالَ المَعَالِي … أَخُو دَعَة يَمُدُّ لَهُ رُوَاقَا

وَيُنْشِدُ مُسْتَظِلًّا فِي فِنَاهُ … أَيَدْرِي الرَّبْعَ أَيَّ دَمِ أَرَاقَا

بَلَى وَاللهِ مَنْ جَدَّ اجْتِهَادًا … وَسَابَقَ فِي رِضَى المَوْلَى سِبَاقَا

وَحَجَّ البَيتَ عَامًا بَعْدَ عَامٍ … وَأَعْمَلَ نَحْوَهُ عِيْسًا دِقَاقَا

وَلَمْ يَرْكَنْ إِلَى الدُّنْيَا غُرُوْرًا … وَقَطَّعَ مِنْ عَلَائِقِهَا الرِّبَاقَا

وَلَا يُلْوِي عَلَى أَهْلٍ وَمَالٍ … وَحَنَّ إِلَى فِرَاقِهِمَا وَتَاقَا

فَطَوْرًا يَقْطَعُ البَيْدَاءِ شَامًا … وَطَوْرًا سَالِكًا فِيْهَا عِرَاقَا

وَفَارَقَ زَهْرَةَ الدُّنْيَا مُطِيْعًا … وَأَقْبَلَ نَحْوَ أُخْرَاهُ اشْتِيَاقَا

وَعَانَى مِنْ أَلِيْمِ الشَّوْقِ وَجْدًا … وَكَابَدَ مِنْ تَلَهُّبِهِ احْتِرَاقَا

وَرَافَقَ مَنْ يُرَافِقُهُ بِرِفْقٍ … وَلَا يَشْكُو إِلَى أَحَدٍ رِفَاقَا

جَدِيْرًا أَنْ يَصِيْرَ إِلَى سُرُوْرٍ … يَلَذُّ بِهِ وَيَرْتَفِقُ ارْتِفَاقَا