للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الحَسَنَ، وَتُوُفِّيَ بِـ "حَرَّانَ" بُكْرَةَ الأَحَدِ سَابِعَ عَشَرَ المُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ.
وَقَالَ ابنُ الشَّعَّارِ: أَنْشَدَنِي القَاضِي الإمَا [مُ] أَبُو القَاسِمِ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي جَرَادَةَ الحَنَفِيُّ - أَيَّدَهُ اللهُ تَعَالَى - مِنْ لَفْظِهِ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، قَالَ: أَنْشَدَنِي القَاضِي، الخَطِيْبُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الغَنِيِّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ تَيْمِيَّةَ لِنَفْسِهِ فِي المَلِكِ النَّاصِرِ صَلَاحِ الدِّينِ أَبِي المُظَفَّرِ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ غَازِي بنِ يُوْسُفَ، سُلْطَانَ "حَلَبَ" - خَلَّدَ اللهُ مُلْكَهُ - وَقَدْ فَتَحَ مَدِيْنَةَ "حَرَّانَ" مِنْ أَيْدِي الخُوَارَزْمِيَّة - خَذَلَهُمُ اللهُ تَعَالَى - سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَوَفَدَ كُبَرَاءُ الحَرَّانِيِّيْنَ عَلَيْهِ مُهَنِّئِيْنَ لَهُ - وَهُوَ مِنْهُمْ - فَخَلَعَ عَلَيْهِمْ، وَأَحْسَنَ إِلَيْهِمْ، وَأَوْرَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ فِي القَلْعَةِ فَصْلًا فِي الهَنَاءِ:
قَدْ شَفَا اللهُ غُلَّةَ الأَكْبَادِ … بِبُلُوْغِ المُنَى وَنَيْلِ المُرَادِ
وَتَبَدَّى الزَّمَانُ غَضًّا جَدِيْدًا … حَيْثُ وَفَّى سَوَالِفَ المِيْعَادِ
وَبَلَغْنَا المُنَى وَغَايَةَ مَا كُنَـ … ــا نُرَجِّيْهِ مِنْ ضُرُوْبِ الأَيَادِ
أَخْصَبَتْ أَرْضُنَا بِكُلِّ مَرَامٍ … وَأَضَاءَتْ لَنَا بُرُوْقُ الغَوَادِي
وَحَبَانَا بِجَوْدِهِ كُلُّ نَوْءٍ … وَأتَانَا بِسَيْلِهِ كُلُّ وَادِي
ثُمَّ قَالَ:
فتَنَهَّى السُّرُوْرُ فَالوَقْتُ مَصْـ … ــقُوْلُ الحَوَاشِي مُحَبَّرُ الأَبْرَادِ
إِنْ تَعِشْ إِنْتَعِشْ فَعِشْ أَلْفَ عَامٍ … كُلُّ عَامٍ عِيْدٌ مِنَ الأَعْيَادِ
أَنْتَ شِبْلُ السُّلْطَانِ حَقًّا وَمَا الـ … ــشِّبْلُ إِلَّا طَبَائِعِ الآسَادِ
فَتَوَلَّ البِلَادَ وَانْهَضْ بِعَزْمِ الْـ … ــجِدِّ فَالسَّعْدُ فِي نَمًا وَازْدِيَادِ
وَابْسُطِ العَدْلَ وَاعْتَمِدْ هِمَمَ الـ … ــأَخْيَارِ وَالصَّالِحِيْنَ وَالزُّهَّادِ
وَاغْتَنِمْ مِنْهُمُ الدُّعَاءَ فَمَا نَصْـ … ــرُكَ إِلَّا بِهِمَّةِ العُبَّادِ
وَتَحَقَّق أَنَّ الرَّعِيَّة في حَرَّا … نَ قَدْ أَخْلَصُوْكَ مَحْضَ الوِدَادِ