للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المَقْدِسِيُّ، الفَقِيْهُ، الإِمَامُ، تَقِيُّ الدِّيْنِ، أَبُو العَبَّاسِ بْنُ الحَافِظِ عِزِّ الدِّيْنِ أَبِي الفَتْحِ بْنِ الحَافِظِ الكَبِيْرِ أَبِي مُحَمَّدٍ.

وُلِدَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ. وَسَمِعَ بِـ "دِمَشْقَ" مِنْ أَبِي طَاهِرٍ الخُشُوْعِيِّ، وَحَنْبَلٍ الرُّصَافِيِّ، وَعُمَرَ بْنِ طَبَرْزَدٍ، وَالكِنْدِيِّ، وَغَيْرِهِمْ. وَرَحَلَ فِي طَلَبِ الحَدِيثِ، وَسَمِعَ بِـ "أَصْبَهَانَ" مِنْ أَسْعَدَ بْنِ رَوْحٍ، وَالمُؤَيِّدِ بْنِ الأُخْوَةِ، وَعَفِيْفَةَ الفَارِقَانِيَّةِ، وَخَلْقٍ. وَبِـ "بَغْدَادَ" مِنْ سُلَيْمَانَ بْنِ المَوْصِلِيِّ، وَغَيْرِهِ. وَقَرَأَ الحَدِيْثَ بنَفْسِهِ كَثِيْرًا، وَإِلَى آخِرِ عُمُرِهِ. وَتَفَقَّهَ علَى الشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ - وَهُوَ جَدُّهُ لأُمِّه - حَتَّى بَرَعَ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ حَفِظَ كِتَابَ "الكَافِي" لَهُ، وَبِـ "بَغْدَادَ" عَلَى الفَخْرِ إِسْمَاعِيْلَ، وَانْتَهَتْ إِلَيْهِ مَشْيَخَةُ المَذْهَبِ بِـ "الجَبَلِ".

قَالَ أَبُو شَامَةَ: كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الحَنَابِلَةِ.

وَقَالَ الشَّرِيْفُ الحُسَيْنِيُّ: كَانَ أَحَدَ المَشَايخِ المَشْهُوْرِيْنَ (١) بِالفِقْهِ وَالحَدِيْثِ.

وَقَالَ ابْنُ الحَاجِبِ: سَأَلْتُ عَنْهُ الحَافِظُ ابْنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، فَقَالَ: حَصَّلَ مَا لَمْ يُحَصِّلُهُ غَيْرُهُ، وَحَدَّثَ، وَرَوَى عَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَمْزَةَ القَاضِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُشَرَّفٍ وَغَيْرِهِمَا، وَأَجَازَ لاِبْنِ الشِّيْرَازِيِّ (٢).


= ٣٩٢). وَابْنَتُهُ: حَبِيْبَةُ (ت: ٧٠٣ هـ) أَخْبَارُهَا فِي المُنْتَقَى لِلبَرْزَالِيِّ (٢ وَرَقَة: ٧٨)، وَمُعْجَم الذَّهَبِيِّ (٢/ ٢١٨) وَهِيَ زَوْجَةُ الشَّيْخِ شَمْسُ الدِّيْنِ بْنُ أَبِي عُمَرَ (ت: ٦٨٢ هـ)، صَاحِبِ "الشَّرْحِ الكَبِيْرِ"، نَذْكُرُهَا فِي مَوْضِعِهَا مِنَ الاِسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.
(١) في (ط): "المَشْهُوين" خَطَأ طِبَاعةٍ.
(٢) قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "وَكَانَ فَصِيْحًا، مَهِيْبًا، وَقُوْرًا، مَلِيْحَ الشَّكْلِ، حَسَنَ الأَخْلَاقِ، وَافِرَ الحُرْمَةِ، مُعَظِّمًا عِنْدَ الدَّوْلَةِ كَثِيْرَ الإِيْثَارِ، كَبِيْرَ المِقْدَارِ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى، (أَنَا) =