للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَهُوَ رَاكِبٌ البَغْلَةَ، فَسَقَطَ حَانُوْتٌ، فَضَجَّ النَّاسُ وَصَاحُوا، وَسَقَطَتْ خَشَبَةٌ، فَأَصَابَتْ كِفْلَ بَغْلَتِهِ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ، وَلَا تَغيَّرَ عَنْ هَيْئَتِهِ. وَحُكِيَ عَنْهُ: أَنَّهُ كَانَ يُنَاظِرُ، وَلَا تَحَرَّكُ لَهُ جَارِحَةٌ. وَكَانَتْ خَاتِمَةَ سَعَادَتِهِ الشَّهَادَةُ. رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

قَالَ الشَّيْخُ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ أَبي الجَيْشِ، بَلَغَنِي عَنِ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بْنِ سَكْرَان الزَّاهِدِ المَشْهُوْرِ (١)، أَنَّه قَالَ: رَأَيْتُ أُسْتَاذَ الدَّارِ ابْنَ الجَوْزِيِّ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ قَالَ: كَفَّرَتْ ذُنُوْبَنَا سُيُوْفُهُمْ. رَضِيَ اللهُ عَنْه (٢).

وَلَهُ تَصَانِيْفُ عِدَّةٌ، مِنْهَا "مَعَادِنُ الإِبْرِيْزِ فِي تَفْسِيْرِ الكِتَابِ العَزِيْزِ" وَمِنْهَا: "المَذْهَبُ الأحْمَدِ فِي مَذْهَبِ أَحمَدَ" (٣) وَمِنْهَا: "الإيْضَاحُ فِي الجَدَلِ" (٤) وَسَمِعَ مِنْهُ خَلْق بِـ"بَغْدَادَ" وَ"دِمَشْقَ" وَ"مِصْرَ".

وَرَوَى عَنْهُ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ أَبِي الجَيْشِ، وَالحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ


(١) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ العَزِيْزِ السَّكْرَانِ بْنِ أَبي السَّعَادَاتِ بْنِ المُعَمَرِ الخَالِصيُّ (ت: ٦٦٧ هـ) مِنْ شُيُوخِ الصُّوفِيَةِ المَشَاهِيْرِ آنِذَاكَ. لَقَبُهُ مُحْيِيْ الدِّيْنِ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو الفُقَرَاءِ. ذَكَرَهُ ابْنُ الفُوَطِيِّ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (٥/ ٩٣) وَقَالَ: "أَدْرَكْتُ زَمَانَهُ، وَتَبَرَّكْتُ بِرُؤْيَتِهِ، وَتَشَرَّفْتُ قُبَيْلَ الوَقْعَةِ بِتَقْبِيْلِ يَدِهِ، وَكَانَ قَدِ اسْتَدْعَاهُ الخَلِيْفَةُ لأجْلِ الدُّعَاءِ مَعَ جَمَاعَةِ الفُقَرَاءِ، فَذَكَرَ الشَّيْخُ أَنَ الأمْرَ قَدْ فَرَطَ، وَقَدْ: {قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (٤١)}.
(٢) في (د): "تَعَالَى عَنْهُ".
(٣) لَه عِدَّةُ طَبَعَاتٍ مِنْهَا فِي القَاهِرَة سَنَةَ (١٤٠١ هـ) وَغَيْرِهَا.
(٤) طُبعَ فِي مَكْتَبَةِ العُبَيْكَان فِي الرِّيَاض المَمْلَكة العَرَبِيَّة السُّعُودِيَّة عام (١٤١٢ هـ) بِتَحْقِيْقِ الدُّكْتُوْر فَهَدْ بْنُ مُحَمَّد السَّدْحان. وَحَقَّقَهُ أَيْضًا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد السَّيِّدِ الدُّغَيْمِ وَطُبعَ فِي مَكْتَبَةِ مدبولي - القَاهِرَة سَنَةَ (١٩٩٥ م).