قَالَ ابْنُ الشَّعَّارِ فِي "عُقُوْدِ الجُمَانِ" -عَنِ المُتَرْجَمِ هُنَا-: "مِنَ البَيْتِ المَشْهُوْرِ بِالعِلْمِ وَالدِّيْنِ وَالتَّصْنِيْفِ فِي كُلِّ فَنٍّ مِنَ الفِقْهِ، وَالتَّفْسِيْرِ، وَالحَدِيْثِ، وَالوَعْظِ، وَالتَّارِيْخِ وَأَيَّامِ النَّاسِ، وَأَبُو الفَرَجِ هَذَا رَبِيَ فِي حَجْرِ وَالِدِهِ، فتَأَدَّبَ بِآدَابِهِ وَتَخَلَّقَ بِأَخْلَاقِهِ، وَتَحَلَّى بِحِلْيَتِهِ، وَاتَّصَفَ بِصفَتِهِ، وَحَذَا حَذْوَهُ، وَسَلَكَ طَرِيْقَتَهُ الوَاضِحَةِ، وَاقْتَدَى بِأَفْعَالِهِ الصَّالِحَةِ، وَنَابَهُ فِي الحِسْبَةِ، ثُمَّ اسْتِقْلالًا، وَخَلَفَهُ فِي التَّدْرِيْسِ بِـ"المَدْرَسَةِ المُسْتَنْصَرِيَّةِ" فَقَامَ مَقَامَهُ، وَسَدَّ مَسَدَّهُ، وَكَانَ أُذِنَ لَهُ فِي الوَعْظِ فِي الأيامِ الظَّاهِرِيَّةِ وَعُمْرُهُ إِذْ ذَاكَ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَة، وَكَانَ يَجْلِسُ كُلَّ أُسْبُوع يَوْمًا يَحْضُرُهُ الخَلْقُ الكَثيْرُ … خَرَّجَ لَهُ الرَّشِيْدُ العَطَّارُ "جُزْءًا" وَحَدَّثَ، وَتَرَسَّلَ بِهِ الخَلِيْفَةُ إِلَى المُلُوْكِ وَلَهُ أَخْبَارٌ كَثيْرَة، وَمَحَاسِنُ وَفَوَائِدُ، لَهُ شِعْرٌ فِي المُسْتنْصِرِ بِاللهِ.(١) جاءَ فِي الحَوَادِثِ الجَامِعَةِ (٢٣١)، فِي حَوَادِثِ سَنَةِ (٦٤٢ هـ): "وَفِيْهَا رُتِّبَ جَمَالُ الدّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ الجَوْزِيِّ مُدَرِّسًا لِلْطَّائِفَةِ الحَنْبَلِيَّةِ بِـ"المَدْرَسَةِ المُسْتَنْصَرِيّةِ" وَخُلِعَ عَلَيْهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَشْهَدَ عِنْدَ القَاضِي، وَلَمْ يُعْلَمْ أَن مُحْتَسِبًا تَوَلَّى غَيْرَ شَاهِدٍ =
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute