(٢) جَاءَ فِي "مُعْجَمِ الدِّمْيَاطِى": "قَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخِ، الصَّالحِ، الزَّاهِدِ، العَابِدِ، الشَّهِيْدِ، أَبِي الحَسَنِ عَلِي بنِ سُلَيْمَانَ الخَبَّازِ في جَمَاعَة، برِبَاطِهِ بالجَانِبِ الغَرْبِي مِنْ "بَغْدَادَ" … " ثُمَّ سَاقَ سَنَدًا، وَأَوْرَدَ حَدِيْثًا، ثمَّ قَالَ: "قُتِلَ الشَّيْخُ عَلِيُّ الخَبَّازُ شَهِيْدًا فِي وَاقِعَةِ التَّتَارِ بـ"بَغْدَادَ" فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتَمَائَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ".(٣) لا يَسْتَطِيْعُ هُوَ ولا غَيْرُهُ مِنَ النَّاسِ مَعْرِفَةَ المُغَيَّبَاتِ {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} [الأنعام: ٥٩]، {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النَّمل: ٦٥]، {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (٢٦) … } [الجن].وَأَعْتَقِدُ أَنَّ رِوَايَاتِ مِثْلِ هَذَا الخَبَرِ فِيْه تَجَوُّزٌ عَلَى الفُضَلاءِ مِنَ العُلَمَاءِ، وَتَقُوُّلٌ عَلَيْهِمْ، يُرَوِّجُ لَهَا ضُعَفَاءِ النُّفُوْسِ مِنْ جَهَلَةِ الصُّوفيَّة، وَمُدَّعِي الوَلايَةِ؛ لِيَسْتَوْلُوا عَلَى عَوَاطِفِ جَهَلَةِ العَوَامِّ، وَيَكْسَبُوا رِضَاهُمْ، وَيَفْرِضُوا عَلَيْهِم احْتِرَامَهُم وَتَقْدِيْرَهُمْ. وَغَايَةُ مَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ فِي مِثْلَ هَذَا الخَبَرِ -إِنْ صَحَّ عَنِ المُتَرْجَمِ-: "إِنَّ البَلاءَ مُوَكَّلٌ بِالمَنْطِقِ" وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute