للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

التَّوَاضُعِ وَالتَّوَدُّدِ، وَكَانَ مُدَرِّسًا بِـ"المَدْرَسَةِ الصَّالِحِيَّةِ" بِـ"القَاهِرَةِ" ثُمَّ وَليَ القَضَاءَ (١) ثُمَّ عُزِلَ وَحُبِسَ مُدَّةً بِسَبَب وَدَائِع أُكْرِهَ عَلَى أَخْذِهَا، أُخِذَتْ (٢) منْ بَيْتِهِ (٣) سَنَةَ سَبْعِيْنَ، وَاعْتُقِلَ سَنَتَيْنِ، ثُمَّ أُفْرِجَ عَنهُ وَلَزِمَ بَيْتَهُ يُدَرِّسُ وَيُفْتِي وَيُقْرِيءُ وَيتَعَبَّدُ، إِلَى أَنْ مَاتَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى (٤).

وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: اسْتَوْطَنَ "مِصْرَ" بَعْدَ الأرْبَعِيْنَ وَرَأَسَ بِهَا فِي مَذْهَبِ أَحْمَدَ. وَصَارَ شَيْخَ الإِقْلِيْمِ في الأَيَّامِ الظَّاهِرِيَّةِ، وَكَانَ إِمَامًا مُحَقِّقًا، كَثيرَ الفَضَائِلِ، صَالِحًا، خَيِّرًا، حَسَنَ السِّيْرَةِ، مَلِيْحَ الشَّكْلِ، كَثِيْرَ النَّفْعِ وَالمَحَاسِنِ.

وَقَالَ القُطْبُ اليُوْنِيْنِيُّ: كَانَ مِنْ أَحسَنِ المَشَايِخِ صُوْرَةً، مَعَ الفَضَائِلِ الكَثِيْرَةِ التَّامَّةِ، وَالدِّيَانَةِ المُفْرِطَةِ، وَالكَرَمِ وَسَعَةِ الصَّدْرِ، وَأَظُنُّهُ جَعْفَرِيَّ النَّسَبِ (٥)، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ دَرَّسَ بِـ"المَدْرَسَةِ الصَّالِحِيَّةِ" لِلْحَنَابِلَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ وَلِيَ قَضَاءَ القُضَاةِ مِنْهُمْ بِالدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ، وَتَوَلَّى مَشْيَخَةَ خَانِقَاهُ سَعِيْدِ السُّعَدَاءِ بِـ"القَاهِرَةِ" مُدَّةً. وَكَانَ كَامِلَ الأدَوَاتِ، سَيِّدًا، صَدْرًا مِنْ صُدُوْرِ الإسْلَامِ وَأَئِمَّتِهِمْ، مُتَبَحِّرًا فِي العُلُوْمِ، مَعَ الزُّهْدِ الخَارِجِ عَنِ الحَدِّ، وَاحْتِقَارِ الدُّنْيَا، وَعَدَمِ الاِلْتِفَاتِ إِلَيْهَا، وَكَانَ الصَّاحِبُ بَهَاءُ الدِّيْنِ -يَعْنِي ابْنِ جنَا- يَتَحَامَلُ


(١) بَعْدَهَا فِي "تَارِيْخِ البِرْزَالِيِّ": بِـ"الدِّيَارِ المِصرِيَّة".
(٢) سَاقِطَةٌ مِنْ "تَارِيْخِ البِرْزَالِيِّ".
(٣) في "تَارِيْخِ البِرْزَالِيِّ": "وَكَانَ عَزَلَهُ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَسِتَمَائَةَ وَاعْتَقَل مُدَّة …
(٤) بَعْدَها فِي "تَارِيْخِ البِرْزَالِيِّ": "وَلِيَ مِنْهُ إِجَازَة".
(٥) يَظْهَرُ أَنَّهُ مَنْسُوْبٌ إِلَى "جَعْفَر" أَحَدُ أَجْدَادِهِ؛ لا أَنَّهُ مِنْ آلِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ.