سَهْمٍ تَقَصَّدَ وَاحِدًا فَعَدَا وَفِي … كُلِّ القُلُوْبِ لِوقْعَةِ آلَامُ
مَا خِلْتُ أَنَّ يَدَ المَنُوْنِ لَهَا علَى … شَمْسِ المَعَارِفِ وَالهُدَى إِقْدَامُ
مَنْ كَانَ يُسْتَسْقَى بِغُرَّةِ وَجْهِهِ … إِنْ عَادَ وَجْهُ الغَيْث وَهْوَ جَهَامُ
وَتُنِِيْرُ لِلْسَّارِيْ أَسِرَّةُ فَضْلِهِ … فَكَأَنَّمَا هِيَ لِلْهُدَى أَعْلَامُ
كَانَتْ تَطِيْبُ لَنَا الحَيَاةُ بِأُنْسِهِ … وَبِقُرْبِهِ فَعَلَى الحَيَاةِ سَلَامُ
كَانَتْ لَيَالِيْنَا بِنُوْر بَقَائِهِ … فِيْنَا تُضِيْءُ كَأَنهَا أَيَّامُ
مَنْ لِلْعُلُومِ وَقَدْ عَلَتْ وَغَلَتْ بِهِ … أَضْحَتْ تَسَامَى بَعْدَهُ وَتُسَامُ
مَنْ لِلْحَدِيْثِ وَكَانَ حَافظَ سِرْبِهِ … مِنْ أَنْ يُضَمَّ إِلَى الصَّحَاحِ سُقَامُ
وَلَهُ إِذَا ذُكِرَ العُلُوْمُ مَرَاتِبٌ … تَسْمُو فتَقْصِرُ دُونَهَا الأوْهَامُ
يَرْوِي فَيَرْوَى كُل ذِي ظَمَأٍ لَهُ … يَحْمِي الحَدِيْثَ تَعَلُّقٌ وَهِيَامُ
مَنْ للْقَضَايَا المُشْكِلَاتِ إِذَا نَبَتْ … عَنْهَا العُقُوْلُ وَحَارِتِ الأفْهَامُ
هَلْ لِلْفَتَاوَى مَنْ إِذَا وَافَى بِهَا … قُضِيَ القَضَاءُ وَجَفَّتِ الأقْلَامُ
مَنْ لِلْمَنَابِرِ وَهْوَ فَارِسُهَا الَّذِي … تَحْيَى القُلُوْبُ بِهِ وَهُنَّ رِمَامُ
وَلَهُ إِذَا أَمَّ الدُّرُوْسَ مَوَاقِفٌ … مَشْهُوْدَة مَا نَالَهُنَّ إِمَامُ
وَلَدَيْهِ فِي عِلْمِ الكَلَامِ جَوَاهِرٌ … غُرَرٌ يَحِيْرُ بِحُسْنِهَا النُّظَّامُ
مَنْ لِلْزَّمَانِ وَكانَ طُوْلَ حَيَاتِهِ … لِلَّيْلِ يُحْيِيْ وَالهَجِيْرُ يُصَامُ
وَذُو الحَوَائِجِ مَا أَتَوْهُ لِحَادِثٍ … إِلَّا وَنَالُوا عِنْدَهُ مَا رَامُوا
وَهِيَ طَوِيْلَةٌ.
وَمِمَّا أَفْتَى بِهِ الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّيْنِ بْنُ أَبِي عُمَرَ، -وَنَقَلْتُهُ مِنْ خَطِّهِ-: