قَالَ الحَافِظُ ابْنُ رُشَيْدٍ فِي رِحْلَتِهِ (مَلْءِ العَيْبَهِ): وَمِمَنْ لَقَيْنَاهُ بِـ"مِصْرَ" الشَّيْخُ المُحَدِّثُ، المُسْنِدُ، المُعَمَّرُ، الثِّقَةُ، الفَاضِلُ، رِحْلَةُ الدِّيَارِ "المِصْرِيَّة" عِزُّ الدِّينِ، أَبُو العِزَ عَبْدُ العَزِيْزِ بْنُ عَبْدِ المُنْعِمِ بْنِ عَلِي بْنِ نَصْرِ بْنِ مَنْصُوْرِ بْنِ هِبَةِ اللهِ الحَرَّانِيُّ -أبْقَاه اللهُ تَعَالَى- -موَلدُهُ- فِيْمَا كَتَبَهُ لِي بِخَطِّهِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ، وَكَانَ مَوْلدُهُ بِـ"بَغْدَادَ"، سَمِعَ الكَثيْرَ وَأُجِيْزَ لَهُ، وَعُمِّرَ حَتَى انْفرَدَ بِعَالِي الإِسْنَادِ، وَأَلْحَقَ الأحْفَادَ بِالأجْدَادِ، وَكَانَ سَمْحًا بِالقِرَاءَةِ عَلَيْهِ، حَسَنَ اللِّقَاءِ، كَثيرَ البِرِّ، دَائِمَ البَشر لِمَن يَلْقَاهُ، وَانْفَرَدَ بِالدُّنْيَا بِإِجَازَةِ حَمَّادِ بْنِ هِبَةِ اللهِ الحَرَّانِيِّ، وَأَبِي الفَرَجِ بْنِ كُلَيْبٍ، وَاعْتَنَى بِهِ أَبُوْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ فَأَسْمَعَهُ وَأَجَازَ لَهُ، وَتَفَرَّدَ بِالدِّيَارِ المِصْرِيَّة بِسَمَاعَاتِ مِنْهَا "مَشْيَخَةُ قَاضِي المَارِسْتَانَ" أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْد البَاقِي [مِنْ مَصَادِري وَللهِ المِنَةِ]، وَ"مَشْيَخَةُ ابْنِ حَسْنُوْنَ" وَغَيْرُهُمُا. وَمِنْ سَمَاعِهِ: "صَحِيْحُ البُخَارِيِّ" عَلَى الإِمَامِ أَبي المَعَالِي أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى ابْنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ هِبَةِ اللهِ الخَازِنِ المَعْرُوْفِ بِـ"ابْنِ البيِّعِ" سَمِعَ عَلَيْهِ سَنَةَ سِتِّمَائَةَ، بِسَمَاعِهِ مِنْ أَبِي الوَقْتِ، وَأَجَازَ لَهُ الإمَامُ الحَافِظُ أَبُو الفَرَجِ بْنُ الجَوْزِيِّ، وَأَجْلَسَهُ فِي حِجْرِهِ، وَأَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ القُبِّيْطِيُّ، وَشَيْخُ الشُيُوْخ أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الوَهَّاب بنُ سُكَيْنَةَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ العَزِيزِ بنُ مَحْمُوْدِ بْنِ الأخْضَرِ … قَالَ: رَحَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَتزَاحَمُوا فِي السَّمَاعِ عَلَيْهِ، وَمِنْ جُلَّةِ السَّامِعِيْنَ عَلَيْهِ مِنْ شُيُوْخِنَا الإِمَامُ، الأوْحَدُ، العَالِمُ، الكَبِيْرُ، تَقِيُّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute