للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَقَدْ كَانَ الطُّوفِيُّ أَقَامَ بِـ "المَدِيْنَةِ النَّبَوِيَّةِ" مُدَّةً يَصْحَبُ شَيْخَ (١) الرَّافِضَةَ، السَّكَاكِيْنِيَّ (٢) المُعْتَزِلِيَّ، وَيَجْتَمِعَانِ عَلَى ضَلَالَتِهِمَا، وَقَدْ هَتَكَهُ اللهُ، وَعَجَّلَ


= شَاءَ اللهُ. مَعَ أَنَّ الحَافِظَ ابنَ رَجَبٍ ذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ مِنْهُ بَعْدَ ذلِكَ مَا يُنَاقِضُ هَذَا؟! وَاللهُ المُسْتَعَانُ. أمَّا أَنَّهُ يُوْجَدُ فِي مُؤَلَّفَاتِهِ مَا يَدُلُّ عَلَى خِلَافِ مَا نُسِبَ إِلَيْهِ، فَلَا شَكَّ أَنَّ هَذَا يَدُلُّ علَى تَرَدُّدِهِ فِي اعْتِقَادِهِ، وَتَذَبْذُبِهِ فِي انْتِمَائِهِ، وَسُرعَة تَأَثُّرِهِ بِمَا يَسْمَعُ؛ لِذَا تَجِدُ لَهُ الشَّيءَ وَنَقِيْضَهُ حَتَّى صَدَقَ عَلَيْهِ:
حَنْبَلِيٌّ رَافِضِيٌّ أَشْعَرِيٌّ … ظَاهِرِيُّ هَذِهِ إِحْدَى الكِبَر
(١) ساقط من (ط).
(٢) هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي القَاسِمِ الهَمَذَانِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، احْتَرَفَ فِي صِغَرِهِ صِنَاعَةَ السَّكَاكِيْنَ عِنْدَ شَيْخٍ رَافِضِيِّ فَأَفْسَدَ عَقِيْدَتَهُ، وَقَدْ طَلَبَ الحَدِيْثَ وَتَلَا بِالسَّبْعِ. وَوَصَفَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ بِأَنَّهُ شَيْخُ الشِّيْعَةِ وَفَاضِلُهُمْ، وَقَالَ: "كَانَ لَا يَغْلُو، وَلَا يَسُبُّ مُعَيَّنًا، وَلَدَيْهِ فَضَائِلُ" وَأَقَامَ بِـ "المَدِيْنَةِ النَّبَوِيَّةِ" عِنْدَ أَمِيْرِهَا مَنْصُورِ بْنِ جَمَّازٍ مُدَّةً طَوِيْلَةً، وَلَمْ يُحْفَظُ لَهُ سَبٌّ فِي الصَّحَابَةِ. قَالَ الإِمَامُ شَيْخُ الإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ: وَهُوَ مِمَّنْ يَتَسَنَّنُ بِهِ الشِّيْعِيُّ، وَيَتَشَيَّعُ بِهِ السُّنِّيُّ. وَقَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "كَانَ حُلْوَ المُجَالَسَةِ، ذَكِيًّا، عَالِمًا، فِيْهِ اعْتِزَالٌ … وَيُقَالُ: إِنَّهُ رَجَعَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَنَسَخَ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" وَتُوُفِّيَ سَنَةَ (٧٢١ هـ). أَخْبَارُهُ فِي: مِنْ ذُيُوْلِ العِبَرِ (١١٧)، وَذَيْلِ تَارِيْخِ الإِسْلَامِ (٢٣٧)، وَأَعْيَانِ العَصْرِ (٤/ ٣٥٥)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (٢/ ٢٦٥)، وَالبِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ (١٤/ ١٠٠)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (٣/ ٤١٠)، وَالشَّذَرَاتِ (٦/ ٥٥) وَيُلَاحِظُ أَنَّ شَيْخَهُ هَذَا مِثْلُهُ مُتَرَدِّدٌ بَيْنَ أَهْلِ السُنَّةِ وَالرَّافِضَةِ، فَلَا هُوَ سَنِّيٌّ خَالِصٌ وَلَا رَافِضِيٌّ خَالِصٌ، وَكَانَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ يَقُوْلُ عَنْهُ: "وَيَنْطَوِي عَلَى دِيْنٍ، وَإِسْلَامٍ، وَتَعَبُّدٍ، عَلَى بِدْعَتِهِ، سَمِعْنَا مِنهُ، وَكَانَ صَدِيْقًا لأَبِي". قَالَ الحَافِظُ البِرْزَالِيُّ: "حَدَّثَنِي قَاضِي القُضَاةِ شَمْسُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بْنِ مَسَلَّمٍ الحَنْبَلِيُّ قَالَ: كُنْتُ بِالجَامِعِ بَعْدَ الجُمُعَةِ، وَقَدْ أُحْضِرَتْ جِنَازَتُهُ =