كُلَّهَا قَدِيْمَةٌ، وَتَرْكِيْبِهَا فِي غَيْرِ القُرْآنِ مُحْدَثٌ إِنْ قُلْنَا: اللُّغَةُ اصْطِلَاحٌ، وَإِنْ قُلْنَا: تَوْقِيْفٌ، فَقَدِيْمَةٌ.
قَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَه فِي "مَنَاقِبِ الإِمَامِ": وَجَدْتُ بِخَطِّ المُؤْتَمِنِ البَغْدَادِيِّ الشَّيْخِ، الصَّالِحِ الثِّقَةِ، المُتَدَيِّنِ - رَحِمَهُ اللهُ - قَالَ: قَالَ أَبُو يَعْلَى الحَنْبَلِيُّ البَغْدَادِيُّ: أَخْرَجَ إِلَيَّ أَبُو الفَتْحِ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ أَحْمَدَ الحَرَّانِيُّ صَاحِبُنَا هَذِهِ الأَبْيَات، قَالَ: وَجَدْتُهَا فِي كِتَابِ "المِصْبَاحِ"، قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو مَنْصُوْرٍ الفَقِيْهُ لأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ الله:
يَا طَالِبَ العِلْمِ، صَارِمْ كُلَّ بَطَّالِ … وَكُلَّ غَادٍ إِلَى الأَهْوَاءِ مَيَّالِ
وَاعْمَلْ بِعِلْمِكَ سِرًّا أَوْ عَلَانِيةً … يَنْفَعْكَ يَوْمًا عَلَى حَالٍ مِنَ الحَالِ
وَلَا تَمِيْلَنَّ يَا هَذَا إِلَى بِدَعٍ … تُضِلُّ أَصْحَابَهَا بِالقِيْلِ وَالقَالِ
خُذْ مَا أَتَاكَ بِهِ مَا جَاءَ مِنْ أَثَرٍ … شِبْهًا بِشِبْهٍ وَأَمْثَالًا بِأَمْثَالِ
أَلَا فَكُنْ أَثَرِيًّا خَالِصًا فَهِمًا … تَعِشْ حَمِيْدًا وَدَعْ آرَاءَ ضُلَّالِ
وقَدْ رَوَى هَذِهِ الحِكَايَةَ ابنُ النَّجَّارِ (١) مِنْ طَرِيْقِ أَبِي مَنْصُوْرٍ الخَيَّاطِ، عَنِ القَاضِي أَبي يَعْلَى، قَالَ: أَخْرَجَ إِلَيَّ أَبُو الفَتْحِ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ أَحْمَدَ هَذِهِ
(١) نَصُّ كَلَامِ ابْنِ النَّجَّار: "أَنْبَأَنَا أَبُو شُجَاعٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ المُقْرِئُ، وَأَبُو اليُمْنِ زَيْدُ بنُ الحَسَنِ الكِنْدِيُّ قَالَا: أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ المُقْرِئُ، قَالَ: أَنْبَأَنَا جَدِّي أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدٌ الخَيَّاطُ، أَنْبَأَنَا القَاضِي أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْن بنِ الفَرَّاءِ، قَالَ: أَخْرَجَ إليَّ أَبُو الفَتْح عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ أَحْمَدَ الحَرَّانِيُّ صَاحِبُنَا هَذِهِ الأَبْيَات قَالَ. . ." وَكَتَابُ "المِصْبَاحِ" هَذَا لَا أَعْرِفُهُ الآنَ، وَلَا أَدْرِي بِأَيِّ فَنٍّ هُوَ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute