للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وُلِدَ الشَّيْخُ صَفِيُّ الدِّيْنِ فِي سَابِعِ عِشْرِيْ جُمادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ بـ "بَغْدَادَ". وَسَمِعَ بِهَا الحَدِيْثَ مِنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ أَبِي الجَيْشِ، وَأَبِي الفَضْلِ بنِ الدَّبَّابِ، والكَمَالِ البَزَّارِ، وَابْنِ الكَسَّارِ، وَغَيْرِهِمْ. وَسَمِعَ بِـ "دِمَشْقَ" مِنَ الشَّرَفِ أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ عَسَاكِرِ، وَسِتِّ الأَهْلِ بِنْتِ عُلْوَانَ، وَجَمَاعَةٍ، وَبِـ "مَكَّةَ" مِنَ الفَخْرِ التَّوْزَرِيِّ (١). وَأَجَازَ لَهُ ابنُ البُخَارِيِّ، وَأَحْمَدُ بنُ شَيْبَانَ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ مَكِّيِّ، وَابْنُ وَضَّاحٍ، وَخَلْقٌ مِنْ أَهْلِ "الشَّامِ" وَ"مِصْرَ" وَ"العِرَاقِ". وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي طَالِبٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُمَرَ البَصْرِيِّ المُتَقَدَّمِ ذِكْرُهُ، وَلَازَمَهُ حَتَّى بَرَعَ، وَأَفْتَى، وَمَهَرَ فِي عِلْمِ الفَرَائِضِ وَالحِسَابِ، وَالجَبْرِ والمُقَابَلَةِ، وَالهَنْدَسَةِ وَالمِسَاحَةِ، وَنَحْوَ ذلِكَ. وَاشْتَغَلَ فِي أَوَّلِ عُمُرِهِ - بَعْدَ الفِقْهِ - بِالكِتَابَةِ وَالأَعْمَالِ الدِّيْوَانِيَّةِ مُدَّةً، ثُمَّ تَرَكَ ذلِكَ، وَأَقْبَلَ عَلَى العِلْمِ، وَلَازَمَهُ مُدَّةً؛ مُطَالَعَةً، وَكِتَابَةً، وَتَصْنِيْفًا، وَتَدْرِيْسًا، وَاشْتِغَالًا، وَإِفْتَاءً، إِلَى حِيْنِ وَفَاتِهِ.

وَكَتَبَ الكَثِيْرَ بِخَطِّهِ الحَسَنِ المَلِيْحِ الحُلْوِ. وَكَانَ ذَا ذِهْنٍ حَادٍّ، وَذَكَاءٍ وَفِطْنَةٍ، وَعِنْدَهُ خَمِيْرَةٌ جَيِّدَةٌ مِنْ أَوَّلِ عُمُرِهِ فِي العِلْمِ، فَأَقْبَلَ آخِرًا عَلَى


(١) في (ط): "التوريزي"، وَفِي مُنْتَخَبِ المُخْتَار، "التورزي"، بِتَقْدِيْمِ المُهْمَلَةِ، وَالصَّحِيْحُ هُوَ المُثْبَتُ، وَهُوَ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَبُو عَمْرٍو التَّوْزَرِيُّ، المَالِكِيُّ، المِصْرِيُّ الأَصْلِ (ت: ٧١٣ هـ). يُرَاجَعُ: العِقْدُ الثَّمِيْنُ (٦/ ٤١)، وَغَايَةُ النِّهَايَةُ (١/ ٥١٠) وَهُو مَنْسُوبٌ إِلَى "تَوْزَرُ" بِالفَتْحِ، ثُمَّ السُّكُوْنِ، وَفَتْحِ الزَّاي، وَرَاءٌ: مَدِيْنَةٌ فِي أَقْصَى "إِفْرِيْقِيَّةَ" [تُونُسَ] مِنْ نَوَاحِي "الزَّابِ الكَبِيْرِ" مِنْ أَعْمَالِ الجَرِيْدِ. . ." يُرَاجَعُ: مُعْجَمُ البُلْدَانِ (٢/ ٦٧)، وَالرَّوْضُ المِعْطَار (١٤٤).