للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قِرَاءَتَهُ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ بْنُ تَيْمِيَّةَ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ، وَجَالَسَ الشَّيْخَ تَقِيَّ الدِّينِ، وَأَخذَ عَنْهُ، وَتَلَا بِـ "بَغْدَادَ" خَتْمَةً لأَبِي عَمْرٍو عَلَى شَيْخِنَا عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ الوَاسِطِيِّ (١)، وَقَرَأَ عَلَيْهِ بَعْضُ تَصَانِيْفِهِ فِي القِرَاءَاتِ، وَحَجَّ مِرَارًا، وَأَعَادَ بِـ "المُسْتَنْصَرِيَّةِ". وَوَلِيَ إِمَامَةَ "جَامِعِ الخَلِيْفَةِ" بِـ "بَغْدَادَ" مُدَّةً يَسِيْرَةً، ثُمَّ أَقَامَ بِـ "دِمَشْقَ" مُدَّةً، وَأَمَّ بِهَا بِـ "الضِّيَائِيَّةِ" وَكَانَ حَسَنَ القِرَاءَةِ لِلْقُرْآنِ وَالحَدِيْثَ، ذَا عِبَادَةٍ، وَتَهَجُّدٍ، وَصَنَّفَ كَثِيْرًا فِي الحَدِيْثِ وَعُلُوْمِهِ، وَفِي الفِقْهِ وَالرَّقَائِقِ.

وَقَدِمَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ إِلَى "بَغْدَادَ" فَأَقَامَ بِهَا يَسِيْرًا، ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَى الحَجِّ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ، وَحَجَجْتُ أَنَا تِلْكَ السَّنَةِ أَيْضًا مَعَ وَالِدِي، فَقَرَأْتُ علَى شَيْخِنَا أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ "ثُلَاثِيَّاتِ البُخَارِيِّ" بِـ "الحِلَّةِ المَزْيَدِيَّةِ" (٢).


(١) تَقَدَّمَ التَّعْرِيْفُ بِهِ فِي تَرْجَمَةِ نُوْرِ الدِّيْنِ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمُوْدٍ البَغْدَادِيِّ (ت: ٧٦٦ هـ) ص (١٦) مِنْ هَذَا الجُزْء. وَذَكَرَ ابنُ الجَزَرِيِّ فِي غَايَة النِّهَاية (٢/ ٤٢٩) مِنْ مُؤَلَّفَاتِهِ "الكَنْزُ" فِي القِرَاءَاتِ العَشْرِ، وَهُوَ مَشْهُوْرٌ. جَمَعَ فِيْهِ للسَّبْعَةِ بَيْنَ "الشَّاطِبِيَّةِ" وَ"الإِرْشَادِ" ثُمَّ نَظَمَهُ فِي كِتَابٍ سَمَّاهُ "الكِفَايَةَ" عَلَى طَرِيْقِ "الشَّاطِبِيَّةِ"، وَكَانَ قَدْ نَظَمَ قَبْلَ ذلِكَ كِتَابَ "الإِرْشَادِ" وَسَمَّاهُ "رَوْضَةَ الأَزْهَارِ".
(٢) في (ط): "اليَزِيْدِيَّة". وَالحِلَّةُ مَدِيْنَةٌ مَعْرُوْفةٌ فِي جَنُوْبِ "بَغْدَادَ" زُرْتُهَا مِرَارًا فِيْهَا مُتْحَفٌ لآثَارِهَا جَمِيْلٌ جِدًّا، وَاسْمُهَا قَدِيْمًا "بَابِلُ" مَدِيْنَةٌ أَثَرِيَّةٌ قَدِيْمَةٌ جَمَعَ تَارِيْخُهَا الرَّئِيْسُ أَبُو البَقَاءِ هِبَةُ اللهِ الحِلِّيُّ (ت: القَرن السَّادِسِ) وَاسْمُهُ: "المَنَاقِبُ المَزْيَدِيَّة في أَخْبَارِ المُلُوْكِ الأَسَدِيَّةِ" حَقَّقَهُ د/ صَالِح مُوسَى درادكه، ود/ مُحَمَّد عبد القَادر خريسات من كلية الآداب بالجامعة الأُردنيةِ. وَطَبَعَتْهُ الجَامِعَة المَذْكُوْرة بعد سنة (١٤٠٤ هـ)، وَجَمَعَ شُعَرَائها عَلِيٌّ الخَاقَانِيُّ مَطْبُوْعٌ، وَهِي مَنْسُوْبَةٌ إِلَى "آلِ مَزْيدٍ" أُسْرَةٍ مِنْ بَنِي أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ، يُنْسَبُوْنَ إِلَى جَدِّهِمْ مَزْيَدِ بنِ مَرْثَدِ بنِ الدَّيَّانِ. وَالمَقَامُ هُنَا لَا يَسْمَحُ بِأَكْثَرِ مِنْ ذلِكَ فالتَمِسْهُ فِي المَصَادِرِ =