للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فَسَكَنَ بِـ "بَيْتِ المَقْدِسِ"، فَنَشَرَ مَذْهَبَ الإِمَامِ أَحْمَدَ فِيْمَا حَوْلَهُ، ثُمَّ أَقَامَ بِـ "دِمَشْقِ" فَنَشَرَ المَذْهَبَ وَتَخَرَّجَ بِهِ الأَصْحَابُ، وَسَمِعَ بِهَا مِنْ أَبِي الحَسَنِ السِّمْسَارِ، وَأَبِي عُثْمَانَ الصَّابُوْنِيِّ وَوَعَظَ، وَاشْتُهِرَ أَمْرُهُ، وَحَصَلَ لَهُ القَبُوْلُ التَّامُّ، وَكَانَ إِمَامًا، عَارِفًا بِالفِقْهِ وَالأُصُوْلِ، شَدِيْدًا فِي السُّنَّةِ، زَاهِدًا، عَارِفًا، عَابِدًا، مُتَأَلِّهًا، ذَا أَحْوَالٍ وَكَرَامَاتٍ، وَكَانَ تُتُشُ (١) صَاحِبُ "دِمَشْقَ" يُعَظِّمُهُ.

قَالَ أَبُو الحُسَيْنِ فِي "الطَّبَقَاتِ": صَحِبَ الوَالِدُ مِنْ سَنَةِ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِمَائَةَ وَتَرَدَّدَ إِلَى مَجْلِسِهِ سِنِيْنَ عِدَّةً، وَعَلَّقَ عَنْهُ أَشْيَاءً فِي الأُصُوْلِ


= يُعْرَفُ بِـ "الصَّافِي". . .".
(١) هُوَ المَلِكُ تَاجُ الدَّوْلَةِ ابنِ السُّلْطَان أَلْب أَرْسَلَان السَّلْجُوْقِيُّ (ت: ٤٨٨ هـ). أَخْبَارُهُ في: المُنْتَظَمِ (٩/ ٧٨)، وَتَارِيْخِ دَوْلَةِ آلِ سَلْجُوق (٧٥)، وَسِيَرِ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (١٩/ ٨٣)، وَالشَّذَرَاتِ (٣/ ٣٨٤). قَال الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ في "تَارِيْخِ الإِسْلامِ" (٢٣٩) في تَرْجَمَةِ "تُتُشَ": وكَانَ تُتُشُ مُعَظِّمًا للشَّيْخِ أَبِي الفَرَجِ الحَنْبَلِيِّ، وَقَد جَرَتْ في مَجْلِسِهِ بِـ "دِمَشْقَ" مُنَاظَرَةٌ عَقَدَهَا لأبِي الفَرَجِ وَخُصُوْمِهِ في قَوْلِهِم: إِنَّ القُرْآنَ يُسْمَعُ، وَيُقْرَأُ، وَيُكْتَبُ، وَلَيْسَ بِصَوْتٍ، وَلَا حَرْفٍ، فَقَالَ المَلِكُ: هَذَا مِثلُ قَوْلِ: هَذَا قَبَاءٌ - وَأَشَارَ إلى قَبَائِهِ عَلَى الحَقِيْقَةِ - وَلَيْسَ بحَرِيْرٍ، وَلَا قُطْنٍ، وَلَا كَتَّانَ [قَالَ الحَافِظُ:] هَذَا الكَلَامُ صَدَرَ مِنْ تُرْكِيٍّ أَعْجَمِيٍّ، فَأَيَّدَ اللهُ شَرَفَ الإسْلَامِ أَبَا الفَرَجِ، فَجَاهَدَ في اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ .. ".
وَقَالَ ابنُ عَسَاكِرٍ - فِيْمَا نَقَلَ عَنْه الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ -: "وَصَنَّفَ جُزْءًا في قِدَمِ الحُرُوْفِ رَأَيْتُهُ، يَدُلُّ عَلَى تَقْصِيْرٍ كَثِيْرٍ" هكَذَا قَالَ، وَلَعَلَّ لاخْتِلَافِ المَنْزَعِ العَقَدِيِّ دَخْلًا في هَذَا الحُكْمِ
* لَشَتَّانَ مَا بَيْنِي وَبَيْن بَنِي أَبِي *