للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الشَّيْخُ، الإِمَامُ الزَّاهِدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الرَّاذَانِيُّ.

وَقَالَ ابنُ السَّمْعَانيِّ: كَانَ فَقِيْهًا، مُقْرِئًا، مِنَ الزُّهَّادِ المُنْقَطِعِيْنَ، وَالعُبَّادِ الوَرِعِيْنَ، مُجَابَ الدَّعوة، صَاحِبَ كَرَامَاتٍ، سَمِعَ مِنَ القَاضِيْ أَبِي يَعْلَى، وَغَيْرِهِ. سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ حَرِيْفَا (١) الشَّيخُ الصَّالِحُ بِـ "اللَّجْمَةِ" يَقُوْلُ: دَخَلْتُ عَلَى أَبي عَبْد اللهِ الرَّاذَانِي، وَاعْتَذَرْتُ عَنْ تَأَخُّرِي عَنْهُ، فَقَالَ: لَا تَعْتَذِرْ (٢)؛ فَإِنَّ الاجْتِمَاعَ مُقَدَّرٌ.

وَسَمِعْتُ ظَافِرَ بنَ مُعَاوِيَةَ المُقْرِئُ بِالحَرْبِيَّةِ (٣) يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ الرَّاذَانِي أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الصَلَاةِ، فَجَاءَ ابْنُهُ إِلَيْهِ - وكَانَ صَغِيْرًا - وَقَالَ: يَا أَبي أُرِيْدُ غَزَالًا أَلْعَبُ بِهِ، فَسَكَتَ الشَّيْخُ، فَلَحَّ الصَّبِيُّ، وَقَالَ: لَا بُدَّ لِي مِنْ غَزَالٍ، فَقَالَ لَهُ الشَّيْخُ: اسْكُتْ يَا بُنَيَّ، غَدًا يَجِيْئُكَ غَزَالٌ، فَمِنَ الغَدِ كَانَ الشَّيْخُ قَاعِدًا فِي بَيْتِهِ، فَجَاءَ غَزَالٌ وَوَقَفَ عَلَى بَابِ الشَّيْخِ، وَكَانَ يَضْرِبُ بِقَرْنَيْهِ البَابَ إِلَى أَنْ فَتَحُوا لَهُ البَابَ وَدَخَلَ، فَقَالَ الشَّيْخُ لابْنِهِ: يَا بُنَيَّ، جَاءَكَ الغَزَالُ.


= ثَلَاثِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ.
(١) كَذَا في الأُصُوْلِ؟ وَلَمْ أَجِدْهُ الآنَ، وَلَمْ أَجِدِ "اللَّجْمَةَ" فِي أَسْمَاءِ المَوَاضِعِ.
(٢) في (ط) الفقي: "لا تُعذر".
(٣) في (ط) بِطَبْعَتَيْهِ "الخريبة" و"الحَرْبيَّةُ" حَيٌّ من أَحْيَاءِ "بَغْدَادَ" مَشْهُوْرٌ. يُرَاجَعُ: مُعْجَمُ البُلْدَانِ (٢/ ٢٧٤) تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ مِرَارًا، وَسَيَأْتِي ذِكْرُهُ مَرارًا أَيْضًا، عَرَّفْتُ بِهِ فِي تَرْجَمَةِ إِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيِّ في الطَّبَقَاتِ (١/ ٢١٨). وَيَجُوْزُ أَنْ تَكُوْنَ الخُرَيْبَةَ "خُرَيْبَةَ ابن جَرْدَةَ" مِنْ أَحْيَاءِ "بَغْدَادَ" أَيْضًا. وَلَمْ أَعْرِفْ ظَافِرَ بنَ مُعَاوِيَةَ؟