للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"الخِرَقِيِّ" وَكِتَابَ "التَّنْبِيْهِ" (١) وَغَيْرَهَا، ذَكَرَ ذلِكَ ابنُ الجَوْزِيِّ (٢) وَقَالَ: حَدَّثَنَا عَنْهُ أَشْيَاخُنَا، وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَنَا عَنْهُ شُهْدَةُ بِنْتُ الإِبَرِيِّ، قَالَ: وَقَرَأْتُ عَلَيْهَا كِتَابَهُ المُسَمَّى بـ "مَصَارِعِ العُشَّاقِ" بِسَمَاعِهَا مِنْهُ، قَالَ: وَمِنْ أَشْعَارِهِ (٣):

بَانَ الخَلَيْطُ فَأَدْمُعِي … وَجْدًا عَلَيْهِمْ تَسْتَهِلُّ

وَحَدَا بِهِمْ حَادِيْ الفِرَا … قِ عَنِ المَنَازِلِ فَاستَقَلُّوا

قُلْ لِلَّذِينَ تَرَحَلُّوا … عَنْ نَاظِرِيْ وَالْقَلْبَ حَلُّوا

وَدَمِي بِلَا جُرْمٍ أَتَيْـ … ــتُ غَدَاةَ بَيْنِهِمُ اسْتَحَلُّوا

مَا ضَرَّهُمْ لَوْ أَنْهَلُو … مِنْ مَاءِ وَصْلِهِمُ وَعَلُّوا

قَالَ: وَأَنْبَأَنَا أَبُو المُعَمَّرِ الأَنْصَارِيُّ (٤)، أَنْشَدْنَا جَعْفَرُ السَّرَّاجُ


(١) قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي "السِّيَرِ": "قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيُّ: وَنَظَمَ كِتَابَ "التَّنْبِيْهِ" لأَبِيْ إِسْحَقَ، وَنَظَمَ مَنْسَكًا".
أَقُوْلُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: كُنْتُ قَبْلَ وُقُوْفِي علَى هَذَا النَّصِّ أَظُنُّ أَنَّهُ كِتَابُ "التَّنْبِيْهِ" لأبِي بَكْرٍ عَبْدِ العَزِيْزِ "غُلَام الخَلَّالِ" وَهُوَ حَنْبَلِيٌّ؛ نَظَرًا إِلَى أَنَّهُ نَظَمَ "مُخْتَصَر الخِرَقِيِّ"، وَإِذْ ثَبَتَ أَنَّهُ كِتَابُ أَبِي إِسْحَقَ الشِّيْرَازِيِّ (ت: ٤٧٢ هـ) - وَهُوَ فِي دَرَجَةِ شُيُوْخِهِ - إِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْهُم - فَإِنَّهُ يُعْتَبَرُ مِنْ أَقْدَمِ المُهْتَمِّيْنَ بِالكِتَابِ المَذْكُوْرِ، فَقَدْ ذَكَرَ العُلَمَاءُ أَنَّ أَوَّلَ شَرْحٍ لِـ "التَّنْبِيْهِ" هُوَ شَرْحُ مُحَمَّدِ بنِ المُبَارَك بنِ الخِلِّ (ت: ٥٥٢ هـ) وَهُوَ بَعْدَ ابنِ السَّرَّاجِ بأَكثَرَ مِنْ خَمْسِيْنَ عَامًا، وَهُوَ يَدُلُّ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى عَلَى بُعْدِهِ عَنِ التَّعَصُّبِ المَذْهَبِيِّ. وَاللهُ أَعْلَمُ.
(٢) يُرَاجَعُ: مَشْيَخَةُ ابنِ الجَوْزِيِّ (٢٠١).
(٣) الأَبْيَاتُ فِي "المُنْتَظَم".
(٤) يُرَاجَعُ: مَشْيَخَةُ ابنِ الجَوَزِيِّ (١٧٣) واسْمُهُ المُبَارَكُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ (ت: ٥٤٩ هـ).