للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَغَيْرِهِمَا، وَوَلِيَ القَضَاءَ بِـ "بَابِ الطَّاقِ" وَحَدَّثَ وَانْتَشَرَتْ الرِّوَايَةُ عَنْهُ، فَرَوَى عَنْهُ عَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ، وَعَبْدُ الخَالِقِ بْنُ أَحْمَدَ بنِ يُوسُفَ، وَأَبُو المُعَمَّرِ الأَنْصَارِيُّ، وَالمُبَارَكُ ابْنُ خُضَيْرٍ، وَالسِّلَفِيُّ. (١)


(١) جَاءَ فِي "المَشْيَخَةِ البَغْدَادِيَّةِ" لِلْحَافِظِ السِّلَفِيِّ (وَرَقَة: ٥٤): ". . . (مِن حَدِيْثِ أبي مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيِّ): أَخْبَرَنَا فَضَائِلُ بنُ جَوْهَرِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُلَاحِظٍ … وَأَبُو مَنْصُورٍ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الأَنْبَارِيُّ الوَاعِظُ، قَاضِي "بَابِ الطَّاقِ" بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أَيْضًا فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةِ أَرْبعٍ وَتِسْعِيْنَ، قَالَا: (أَنَا) أَبو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الجَوْهَرِيِّ إِمْلَاءً. . .". وَيُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ - رَحِمَهُ اللهُ - في وَفِياتِ سَنَةِ (٥٠٧ هـ):
٥٦ - شُجَاعُ بنُ فَارِسِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ فَارِسِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ غَرِيْبٍ الذُّهْلِيُّ المُحَدِّثُ الكَبَيْرُ، المُتَمَيِّزُ بإِتقَانِ الخَطِّ وَجَوْدَتِهِ، العَالِمُ، الثِّقَةُ، مُفِيْدُ وَقْتِهِ بِـ "بَغْدَادَ". شَيْبَانِيٌّ، ذُهْلِيٌّ، من رَبِيْعَةَ الفَرَسِ بنِ نِزَارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عَدْنَانِ، أَخْبَارُهُ كَثيْرَةٌ، وَالثَّنَاءُ عَلَيْهِ كَبِيْرٌ، قَالَ الحَافِظُ السَّمْعَانِيُّ: "نَسَخَ بِخَطِّهِ مِنَ التَّفْسِيْرِ، وَالحَدِيْثِ، وَالفِقْهِ، مَا لَمْ يَنْسَخْهُ أَحَدٌ مِنَ الوَرَّاقِيْنَ. قَالَ لِي عَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ: دَخَلْتُ عَلِيْه يَوْمًا فَقَالَ لِي: تَوِّبْنِي، فَقُلْتُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: كَتَبْتُ شِعْرَ ابنِ الحَجَّاجِ بِخَطِّي سَبْعَ مَرَّاتٍ.
أَقُوْلُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: ابنُ الحَجَّاجِ شَاعِرٌ عَبَّاسِيُّ، كَانَ فَاحِشَ الشِّعْرِ، يَذْكُرُ القَبَائِحَ وَالفَضَائحَ فِي شِعْرِهِ، مَنْ غَزلٍ مَكْشُوْفٍ وَعُهْرٍ، وَوَصفِ خَمْرٍ وَذكر عَوْرَةٍ .. اسْمُهُ حُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ (ت: ٣٩١ هـ) وَمِنَ النَّاحِيَةِ الفَنِّيَّةِ فَشِعْرُهُ قَوِيٌّ، جَيِّدٌ، دَقِيْقُ الوَصفِ، جَيِّدُ التَشْبِيْهِ، لَهُ مَعَانٍ مُبْتَكَرَةٍ، مَعَ سُهُوْلَةِ لَفْظٍ وَجَزَالَةِ مَعْنًى؛ لِذَا أَصْبَحَ لِدِيْوَانِهِ ذُيُوْعٌ وَانْتِشَارٌ، وَمُحِبُّوْهُ كَثيْرٌ آنذَاكَ. فَنَسْخُ الشَّيْخِ هَذَا العَدَدِ مِنَ النُّسَخِ دَلِيْلٌ عَلَى كَثْرةِ الطَّلَبِ عَلَيْهِ. وَقَدْ شَعَرَ الشَّيْخُ فِي آخِر عُمُرِهِ أَنَّهُ أَعَانَ عَلَى نَشْرِ الرَّذِيْلَةِ، فَأَرَادَ التَّوْبَةَ. وَيَظْهَرُ أَنَّ الشَّيْخَ شَعَرَ بِالذَّنْبِ من التَّشَاغُلِ بِكُلِّ مَا لَا يَتَعَلَّقُ تَعَلُّقًا مُبَاشِرًا بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ لِذَا فَإِنَّهُ كَانَ قَدْ جَمَعَ تَاريْخًا لِـ "بَغْدَادَ" ذَيَّلَ =