للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثِقَةً، يُحْسِنُ هَذَا الشَّأْنِ، جَيِّدًا، كَثِيْرَ التَّصَانِيْفِ، شَيْخَ الحَنَابِلَةِ وَمُقَدَّمَهُمْ، حَسَنَ السِّيْرَةِ، بَعِيْدًا مِنَ التكَّلُّفِ، مُتَمَسِّكًا بِالأَثَرِ.

وَذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاقُ الحَافِظُ فَقَالَ: الشَّيْخُ، الإِمَامُ، الأَوْحَدُ، عِنْدَهُ الحَدِيْثُ الكَثِيْرُ، وَالكُتُبُ الكَثِيْرَةُ الوَافِرَةُ، جَمَعَ، وَصَنَّفَ تَصانِيْفَ كَثِيْرَةً، مِنْهَا: كِتَابُ "الصَّحِيْحِ عَلَى كِتَابِ مُسْلِمِ بنِ الحَجَّاجِ".

وَذَكَرَهُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الغَافِرِ، فِي "تَارِيْخِ نَيْسَابُورَ" فَقَالَ: رَجُلٌ فَاضِلٌ مِنْ بَيْتِ العِلْمِ وَالحَدِيْثِ المَشْهُوْرِ فِي الدُّنْيَا، سَمِعَ مِنْ مَشَايخِ "أَصْبَهَانَ" وَسَافَرَ، وَدَخَلَ "نَيْسَابُورَ" وَأَدْرَكَ المَشَايِخَ، وَسَمِعَ مِنْهُمْ، وَجَمَعَ، وَصَنَّفَ عَلَى الصَّحِيْحَيْنِ، وَعَادَ إِلَى بَلَدِهِ.

وَقَالَ ابنُ السَّمْعَانِيِّ فِي حَقِّهِ: جَلِيْلُ القَدْرِ، وَافِرُ الفَضْلِ، وَاسِعُ الرِّوَايَةِ، ثِقَةٌ، حَافِظٌ، فَاضِلٌ، مُكْثِرٌ، صَدُوْقٌ، كَثِيْرُ التَّصَانِيْفِ، حَسَنُ السِّيْرَةِ، بَعِيْدُ [من] (١) التَّكَلُّفِ، أَوْحَدُ بَيْتِهِ فِي عَصْرِهِ (٢)، صَنَّفَ "تَارِيْخَ أَصْبَهَانِ" وَغَيْرَهُ مِنَ الجُمُوْعِ.

قُلْتُ: وَصَنَّفَ "مَنَاقِبَ العَبَّاسِ" - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - فِي أَجْزَاءَ كَثِيرَةٍ.

وَلِلْحَافِظِ السِّلَفِيِّ فِيْهِ يَمْدَحُهُ: (٣)


(١) يُنْظَرُ السَّطْرُ الثَّانِي مِنْ أَعْلَى الصَّفْحَةِ.
(٢) هُنَا يَنْتَهِي نَصُّ أَبِي سَعْدٍ في "المُنْتَخَبِ" وَ"التَّحْبِيْرِ" وَبَعْدَهُ فِيْهِمَا: "خَرَّجَ التَّخَارِيْجَ لِنَفْسِهِ وَلِجَمَاعَةٍ مِنْ شُيُوخِنَا الأَصْبَهَانِيين" وَنَقَلَ العِبَارَةَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ في "السِّيَرِ" وَخَتَمَهَا بِقَوْلِهِ: "وَأَجَازَ لِي" وَفِي مُعْجَمَيْهِ: "كَتَبَ إِلَيَّ الإجَازَة بِجَمِيْعِ مَسْمُوْعَاتِهِ. . .".
(٣) هَذَا الكَلَامُ فِيْهِ تَجَوُّزٌ، الَّذِي فَوْقَ كلِّ عَلِيْمٍ هُوَ اللهُ جَلَّ ثناؤُهُ {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (٧٦)} وإِنْ كَانَ يَقْصِدُ في زَمَنِهِ، لَكِنَّ البُعْدَ عنِ العِبَارَاتِ الَّتي تَحْتَاجُ إِلَى تأْوِيْلٍ =