للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تُطَالِبُ الأَجْنَادَ بِتَقْبِيْلِ عَتَبَةٍ، وَلَثْمِ تُرَابِهَا، وَتُقِيْمُ الحَدَّ فِي دِهْلِيْزِ (١) الحَرِيْمِ، صَبَاحًا وَمسَاءً، عَلَى قِدْحِ نَبِيْذٍ مُخْتَلِفٍ فِيْهِ، ثُمَّ تَمْرَحُ العَوَامُّ فِي المُسْكِرِ المُجْمَعِ عَلَى تَحْرِيْمِهِ؟! هَذَا مُضافُ إِلَى الزِّنَا الظَّاهِرِ بـ "بَابِ بَدْرٍ" وَلُبْسِ الحَرِيْرِ عَلَى جَمِيْعِ المُتَعَلِّقَيْنِ وَالأَصْحَابِ. يَا شَرَفُ الدِّيْنِ، اتَّقِ سَخَطَ اللهِ تَعَالَى: فَإِنَّ سَخَطَهُ لَا يُقَاوِمُهُ سَمَاءٌ وَلَا أَرْضٌ وَإِنْ فَسَدَتْ حَالِيْ بِمَا قُلْتُ فَلَعَلَّ اللهَ يَلْطُفُ بِي، وَيَكْفِيْنِي هَوَائِجِ الطِّبَاعِ. ثُمَّ لَا تَلُمْنَا عَلَى مُلَازَمَةِ البُيُوْتِ، وَالاخْتِفَاءِ عَنِ العَوَامِّ؛ لأَنَّهُمْ إِنْ سَأَلُوا لَمْ نَقُلْ إِلَّا مَا يَقْتَضِي الإِعْظَامَ لِهَذِهِ القَبَائِحِ، وَالإِنْكَارَ لَهَا، وَالنِّيَاحَةَ عَلَى الشَّرِيْعَةِ، أَتُرَى لَوْ جَاءَتْ مُعْتِبَةٌ مِنَ اللهِ سُبْحَانَهُ فِي مَنَامٍ أَوْ عَلَى لِسَانِ نَبِيٍّ - أَن (٢) لَوْ كَانَ لِلْوَحْيِ نُزُوْلٌ - أَوْ أُلْقِيَ إِلَى رَوْعِ مُسْلِمٍ بِإِلْهَامٍ: هَلْ كَانَتْ إِلَّا إِلَيْكَ؟ فَاتَّقِ اللهَ تَقْوَى مِنْ عِلْمِ بِمِقْدَارِ (٣) سُخْطِهِ، فَقَدْ قَالَ (٤): {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} وَقَدْ مَلأَتْكُمْ فِي عُيُوْنِكُمْ مَدَائِحُ الشُّعَرَاءِ (٥) وَمُدَاجَاةُ المَتَمَوِّلِيْنَ


(١) الدِّهْلِيْزُ - بالكَسْرِ، وفَتْحُهُ عَامِيٌّ - مَا بَيْنَ الدَّارِ وَالبَابِ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، كَذَا في قَصْدِ السَّبِيْلِ (٢/ ٤٢)، وَهِيَ لُغَةُ العَامَّةِ بِمَنْطِقَةِ الرِّيَاضِ يُسَمُّوْنَ مَدْخَلَ البَيْتِ (دِهْلِيْزَ) وَرُبَّمَا نَحَوا بِالزَّاي مَنْحَى القَافِ، كَمَا نَحَوا بالقَافِ مَنْحَى الزَّاي في (إبْرِيْق). وانْقَرَضَ هَذَا الاسْتِعْمَالُ بانْقِرَاضِ البُيُوْتِ المَبْنِيَّةِ منَ اللَّبِنِ وَالطِّيْنِ.
(٢) ساقطٌ من (ط).
(٣) في (هـ): "مقدار".
(٤) سُوْرةُ الزُّخرف، الآية: ٥٥.
(٥) في (ط) الفقي: "الشُّرا" خَطَأُ طِبَاعَةٍ.