للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَمَا أَنَا إِلَّا كَالزِّنَادِ تَضَمَّنَتْ … لَهِيْبًا وَلكِنَّ اللَّهِيْبَ مُدَاخِلُ

إِذَا حُمِّلَ المَرْءُ الَّذِي فَوْقَ طَوْرِهِ … يُرَى عَنْ قَرِيبِ مَنْ تَجَلُّدَ عَاطِلُ

لَعَمْرِي إِذَا كَانَ التَّجَّمُّلُ كُلْفَةً … يَكُوْنُ كَذَا بَيْنَ الأَنَامِ مُجَامِلُ

فَأَمَّا الَّذِي أَثْنَى لَهُ الدَّهْرُ عِطْفَهُ … وَلَانَ لَهُ وَعْرُ الأُمُوْرِ مُوَاصِلُ

بِأَلْطَافِ قُرْبٍ يَسْهُلُ الصَّعْبُ عِنْدَهَا … وَيَنْعُمُ فِيْهَا بِالَّذِي كَانَ يَامَلُ

تَرَاهُ رَخِيَّ البَالِ مِن كُلِّ عُلْقَةٍ … وَقَدْ صَمِيَتْ مِنْهُ الكُلَى وَالمَفَاصِلُ

تُوُفِّيَ أَبُو الوَفَاءِ بنُ عَقِيْلٍ - رَحِمَهُ اللهُ - بُكْرَةَ الجُمُعَةِ، ثَانِي عَشَرَ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَخَمْسِمَائَةَ، وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ سَادِسَ عَشَرَ الشَّهْرَ، وَالأَوَّلُ أَصَحُّ. وَصُلِّيَ عَلَيْهِ فِي جَامِعَيْ القَصْرِ وَالمَنْصُورِ، وَكَانَ الإِمَامُ عَلَيْهِ فِي جَامِعِ القَصْرِ ابنُ شَافِعٍ، وَكَانَ الجَمْعُ يَفُوْتُ الإِحْصَاءِ. قَالَ ابنُ نَاصِرٍ: حَزَرْتُهُمْ بِثَلَاثِمَائَةِ أَلْفٍ، وَدُفِنَ فِي دَكَّةِ قَبْرِ الإِمَامِ أَحْمَدَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَقَبْرُهُ ظَاهِرٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَمَا كَانَ فِي مَذْهَبِنَا أَحَدٌ مِثْلَهُ، آخِرُ كَلَامِ بنِ نَاصِرٍ. وَذَكَرَ المُبَارَكُ بنُ كَامِلٍ الخَفَّافُ أَنَّهُ جَرَتْ فِتْنَةٌ يَعْنِي عَلَى حَمْلِهِ قَالَ: وَتَجَارَحُوا، وَقَالَ الشَّيْخُ مُطِيْعٌ: كُفِّنَ وَنُطِعَ.

قَالَ ابنُ السَّمْعَانِيِّ أَنْشَدَنِيْ الإِمَامُ أَبُو المَحَاسِنِ مَسْعُودُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَانِمٍ الأَدِيْبُ الغَانِمِيُّ (١) لِنَفْسِهِ، يَمْدَحُ الإِمَامَ أَبَا الوَفَاءِ بنَ عَقِيْلٍ:


(١) مَسْعُوْدُ بنُ مُحَمَّد بنِ غَانِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الغَانِمِيُّ، الجَرَّاحِيُّ، الأَدِيْبُ، أَبُو المَحَاسِنِ الهَرَوِيُّ (ت: ٥٥٣ هـ) كَانَ أَدِيْبًا، شَاعِرًا، فَقِيْهًا، مُحَدِّثًا، وَرِعًا، كَثِيْر العِبَادَةِ، زَاهِدًا، كَانَ يَتَوَرَّعُ مِنْ أَكْل طَعَامِ وَالِدِهِ؛ لاخْتِلَاطِهِ =