للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يُحدِّثْ إلَّا باليَسِيْرِ (١).


(١) قَالَ ابنُ النَّجَّارِ: "وَحَدَّثَ بِكِتَابِ "الشِّهَابِ" للقُضَاعِيِّ، عَنِ الحُمَيْدِيِّ، عَنْهُ، وَبِيَسِيْرِ مِنْ مَرْوِيَّاتِهِ". وَقَالَ ابنُ النَّجَّارِ: أَنْبَأنَا أبُو الفَرَجِ بنُ الجَوْزِيِّ، قَالَ "ثَنَا" إِبْرَاهِيْمُ بنُ دِيْنَارٍ الفَقِيْهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعْدِ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ حَمْزَةَ بإِسْنَادٍ لَهُ عَنْ أبي الحَسَنِ الأَبْهُرِيِّ قَالَ: بَعَثَنِي بَهَاءُ الدَّوْلَةِ مِنَ "الأَهْوَازِ" بِرِسَالَةِ إِلَى القَادِرِ لِدِيْنِ اللهِ، فَلَمَّا أُذِنَ لَهُ بِالدُّخُوْلِ عَلَيْهِ سَمِعْتُهُ يُنْشِدُ هَذِهِ لِسَابِقٍ البَرْبَرِيِّ:
سَبَقَ القَضَاءُ [بِكُلِّ] مَا هُوَ كَائِنٌ … وَاللهُ يَا هَذَا لِرِزْقِكَ ضَامِنُ
تُعْنَى بِمَا تُكْفِي وَتَتْرُكُ مَا بِهِ … تُعْنَى كَأَنَّكَ لِلْحَوَادِثِ آمِنُ
أَوَمَا تَرَى الدُّنْيَا وَمَصْرَعَ أَهْلِهَا … فَاعْمَلْ لِيَوْمِ فِرَاقِهَا يَا خَائِنُ
وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ لَا أَبَا لَكَ فِي الَّذي … أَصْبَحْتَ تَجْمَعُهُ لِغَيْرِكَ خَازِنُ
يَا عَامِرَ الدُّنْيَا أَتَعْمُرُ مَنْزِلًا … لَمْ [يَبْقَ] فِيْهِ مَعَ المَنِيَّةِ سَاكِنُ
المَوْتُ شَيْءٌ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ … حَقٌّ وَأَنْتَ بِذِكْرِهِ مُتَهَاوِنُ
إِنَّ المَنِيَّةَ لَا تُؤَامِرُ مَنْ أَتَتْ … فِي نَفْسِهِ يَوْمًا وَلَا تَسْتَاذِنُ
فَقُلْتُ: الحَمْدُ للهِ الَّذي وَفَّق أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ لإِنْشَادِ هَذِهِ الأَبْيَاتِ، وَتَدَبُّرِ مَعَانِيْهَا، وَالعَمَلِ بِمَضْمُونِهَا، فَقَالَ: يَا أَبا الحَسَنِ بَلْ للهِ المِنَّةُ عَلَيْنَا إِذْ أَلْهَمَنَا بِذِكْرِهِ، وَوَفَّقَنَا لِشُكْرِهِ، أَلَمْ تَسْمَعَ قَوْلَ الحَسَنِ البَصْرِيِّ - وَقَدْ ذُكِرَ عِنْدَهُ أَهْلُ المَعَاصِي - فَقَالَ: هَانُوا عَلَى اللهِ فَعَصَوْهُ، وَلَوْ عَزُّوا عَلَيْهِ لَعَصَمَهُمْ". ثُمَّ ذَكَرَ ابنُ النَّجَّارِ وَفَاةَ عَبْدِ الوَهَّابِ وَمَوْلِدَهُ في اليَوْمِ وَالشَّهْرِ وَالسَّنَةِ في وَفَاتِهِ خَاصَّةً، نَقْلًا عَنْ "تَارِيْخ ابنِ الزَّاغُونِيِّ".
أَقُوْلُ - وَعَلَى الله أَعْتَمِدُ -: الأَبْيَاتُ وَالحِكَايَةُ ذَكَرَهَا ابنُ الجَوْزِيِّ في كِتَابَيْهِ المِصْبَاحِ المُضِي (١/ ٥٨٦)، وَالمُنْتَظَمِ (٧/ ١٦٣). وَأَصْلَحْتُ بَعْضُ أَلْفَاظٍ وَقَعَ فِيْهَا تَحْرِيْفٌ ظَاهرٌ جِدًّا. وَسَابِقُ البَرْبَريُّ، شَاعِرٌ، زَاهِدٌ، مِنْ شُعَرَاءِ بَنِي أُمَيَّة يَفِدُ عَلَى عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ فَيُنْشِدَهُ، تُوُفِّيَ في حُدُودِ سَنَةِ (١٠٠ هـ). له دِيْوَانُ شِعْرٍ جَمَعَهُ الدُّكْتورُ بَدْرُ أَحْمَد ضَيْف وَطُبِعَ في دَارِ المَعْرِفَةِ الجَامِعيَّة بالإسْكَنْدَرِيَّةِ سِنَةَ (١٩٨٧ م).