للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تَفَقَّهَ عَلَى أَبِيْهِ، وَأَبِي الخَطَّابِ، وَبَرَعَ فِي الفِقْهِ وَأُصُوْلِهِ، وَنَاظَرَ، وَصَنَّفَ تَصَانِيْفَ فِي الفِقْهِ وَالأُصُوْلِ، مِنْهَا: كِتَابُ "التَّبْصِرَةِ" فِي الفِقْهِ، كِتَابُ "الهِدَايَةِ" فِي أُصُوْلِ الفِقْهِ. رَأَيْتُ بِخَطِّهِ مَا يَقْتَضِي أَنَّ لَهُ "تَعْلِيْقَةٌ فِي مَسَائِلِ الخِلَافِ" كَبِيْرَةٌ، وَلَهُ "تَفْسِيْرُ القُرْآنِ" فِي إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ جُزْءًا حَدَّثَ بِهِ (١). وَرَوَى عَنْ أَبِيْهِ، وَعَلِيِّ بنِ أَيُّوْبَ البَزَّارِ، وَالمُبَارَكِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ، وَالحُسَيْنِ الخَلَّالِ، وَأَبِي نَصْرِ بنِ وَدْعَانَ، وَغَيْرِهِمْ. سَمِعَ مِنه يحْيَى [بنُ طَاهِرِ بنِ النَّجَّارِ الوَاعِظُ] (٢)، وَغَيْرُهُ.

قَالَ ابنُ شَافِعٍ: كَانَ فَقِيْهًا فِي المَذْهَبِ، يُفْتِي، وَيَنْتَفِعُ بِهِ جَمَاعَةُ أَهْلِ مَحِلَّتِهِ. وَقَالَ ابنُ النَّجَّارِ: كَانَ مَوْصُوفًا بِالخَيْرِ وَالصَّلَاحِ وَالفَضْلِ. وَقَالَ ابنُ الجَوْزِيِّ: كَانَ يَتَّجِرُ فِي الخَلِّ، وَيَنْتَفِعُ بهِ، وَلَا يُقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ شَيْئًا.

وَتُوُفِّيَ فِي يَوْمِ الاثْنَيْنِ سَلْخَ رَبِيْعِ الأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ. وَصَلَّى عَلَيْهِ مِنَ الغَدِ الشَّيْخُ عَبْدُ القَادِرِ بِالمُصَلَّى القَدِيْمِ بِـ "الحَلْبَةِ" (٣) وَدُفِنَ بِدَارِهِ بِـ "المَأْمُوْنِيَّةِ". وَذَكَرَ الحَافِظُ المُنْذِرِيُّ فِي "التَّكْمِلَةِ" فِي تَرْجَمَةِ وَلَدِهِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَلْوَانِيِّ المُتَوَفَّى سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَسِتِّمَائَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ بِإِفَادَةِ وَالِدِهِ هَذَا مِنْ أَبِي (٤) المَعَالِي بنِ السَّمِيْنِ وَغيْرِهِ. قَالَ: وَوَالِدُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، كَانَ مِنْ شُيُوخِ الحَنَابِلَةِ، وَلَهُ مَعْرِفَةٌ بِالفِقْهِ وَالتَّفْسِيْرِ،


(١) وَلَهُ كِتَابُ "المُنْجِيَاتِ وَالمُقَرِّبَاتِ" فِي مَكْتَبَةِ الحَرَمِ النَّبَوِيِّ رَقَم (٤٠٦٠) فِي (١٧) وَرَقَةٍ.
(٢) ساقط من (أ).
(٣) في (ط): "الجلبة". وَ"الحَلْبَةُ" حَيٌّ مَعْرُوْفٌ آنذَاكَ بِـ "بَغْدَادَ" فِيْهِ مَقْبَرَةٌ مَشْهُوْرَةٌ.
(٤) في (ط): "ابن". وَهُوَ أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ (ت: ٥٤٩ هـ).