للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الدَّهْرُ يُعْقِبُ مَا يَضُرُّ وَيَنْفَعُ … وَالصَّبْرُ أَحْمَدُ مَا إِلَيْهِ المَرْجِعُ

وَالمَرْءُ فِيْمَا مِنْهُ كَانَ مَصِيْرُهُ … حَيْنًا وَلَيْسَ عَنِ المَنِيَّةِ مَدْفَعُ

فَاحْذَرْ مُفَاجَاتِ المَنُونِ فَإِنَّهُ … لَا يُلْتَجَى مِنْهَا وَلَا يُسْتَشْفَعُ

أَيْنَ الَّذِيْنَ تَجَمَّعُوا وَتَحَصَّنُوا … وَتَوَثَّقُوا وَتَجَيَّشُوا وَتَمَنَّعُوا

وَتَعَظَّمُوا وَتَحَشَّمُوا وَتَجَبَّرُوا … وَتَكَبَّرُوا وَتَمَوَّلُوا وَتَرَفَّعُوا

صَاحَتْ بِهِمْ نُوَبُ الزَّمَانِ فَأَسْرَعُوا … وَحَدَى بِهِمْ حَادِي البِلَى فَتَقَطَّعُوا

أَلَّا احْتَمَوا عَنْهُ بِعَضْبٍ بَاتِرٍ … أَوْ صَانَعُوْهُ بِالَّذِي قَدْ جَمَّعُوا

كَانَتْ مَنَازِلُهُمْ بِهِمْ مَأْنُوْسَةً … فَتَفَرَّقَتْ أَوْصَالُهُمْ وَتَضَعْضَعُوا

وَاسْتَوْطَنُوا الأَجْدَاثَ بَعْدَ قُصُوْرِهِمْ … وَسَفَتْ عَلَى الآثَارِ رِيْحٌ زَعْزَعُ

مَاذَا أَعَدُّوا فِي الجَوابِ لمُنْكَرِ … أَنْ غَرَّهُمْ فِيْهِ وَمَاذَا يَصْنَعُوا

وَجَدُوا الَّذِي عَمِلُوا فَوَجْهٌ أَبْيَضٌ … بِجَمِيْلِ طَاعَتِهِ وَوَجْهٌ أَسْفَعُ

أَبُنَيَّ كُنْ مُتَمَسِّكًا بِنَصِيْحَتِي … فَالدَّهْرُ ذُو غِيَرٍ (١) يَجُوْرُ وَيَخْدَعُ

وَاحْذَرْ مُجَاوَرَةَ الحَسُوْدِ فَإِنَّهُ … بِخِلَافِ مَا فِي نَفْسِهِ يَتَذَرَّعُ


= النُّسَّاخ بعْدَ ذلِكَ فِي وَضْعِهَا فَبَقِيَتْ فِي (أ) و (ب) و (هـ) فِي تَرْجَمَةِ أَبِي الفَتْحِ، وَتَنَبَّهَ نَاسخ (ب) وَدَلَّلَ عَلَى مَوْضِعِهَا، وَأَنَّهُ آخِرُ التَّرْجَمَةِ. ووَضَعَهَا نَاسِخُ (د) فِي آخِرِ التَّرْجَمَةِ، لَكِنْ بَعْدَ ذِكْرِ وَفَاتِهِ، وَوَضَعَهَا نَاسِخُ (د) بَعْدَ المَقْطُوعَةِ الأُوْلَى وَأَوْرَدَ المُقَطَّعَاتِ الأُخْرَى بَعْدَهَا. واجْتَهَدْتُ فِي وَضْعِهَا مَوْضِعَها اللَّائِقَ بِهَا فِي آخِرِ التَّرْجَمَةِ لَكِنْ قَبْلَ ذِكْرِ وَفَاتِهِ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُوْنَ مُصِيْبًا. وَأَوْرَدَ الصَّفَدِيُّ فِي "الوَافِي بِالوَفَيَاتِ" مِنْهَا أَبْيَاتًا وَقَالَ: "شِعْرٌ مُنْحَطٌّ" وَهُوَ كَمَا قَالَ مِنْ حَيْثُ الصِّيَاغَةِ الأَدَبِيَّةِ، وَلَا شَكَّ أَنَّ مَعْنَاهَا شَرِيْفٌ.
(١) في (ط): "ابتي" و"ذُوغر".