للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أَنْفَذَ خَلْفِي، فَجِئْتُ فَقَالَ: لَمَّا حَرَّدْتُ (١) عَلَيْكَ، وَمَشَيْتُ نِمْتُ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: أَنْتَ مُعَلِّمُ الخَيْرِ، لَا تَضْجَرْ، أَنْتَ مُعَلِّمُ الخَيْرِ، لَا تَضَجَرْ، أَنْتَ مُعَلِّمُ الخَيْرِ، لَا تَضْجَرْ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ عَلَيَّ، وَأَقْرَأَنِي.

وَكَانَ الشَّيخُ عَبْدُ القَادِرِ - رَحِمَهُ اللهُ - فِي عَصْرِهِ مُعَظَّمًا، يُعَظِّمُهُ أَكْثَرُ مَشَايِخِ الوَقْتِ مِنَ العُلَمَاءِ وَالزُّهَّادِ، وَلَهُ مَنَاقِبُ وَكَرَامَاتٌ كَثِيْرَةٌ. وَلكِنْ قَدْ جَمَعَ المُقْرِئُ أَبُو الحَسَنِ الشَّطَّنُوْفِيُّ المِصْرِيُّ (٢) فِي أَخْبَارِ الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ وَمَنَاقِبِهِ ثَلَاثُ مُجَلَّدَاتٍ، وَكَتَبَ فِيهَا الطَّمَّ وَالرَّمَّ، وَ"كَفَى بِالمَرْءِ كَذِبًا أَن يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ". وَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ هَذَا الكِتَابِ، وَلَا يَطِيْبُ عَلَى قَلْبِي أَنْ أَعْتَمِدَ عَلَى شَيءٍ مِمَّا فِيهِ فَأَنْقُلَ مِنْهُ إِلَّا مَا كَانَ مَشْهُوْرًا مَعْرُوْفًا مِنْ غَيْرِ هَذَا الكِتَابِ؛ وَذلِكَ لِكَثْرةِ مَا فِيهِ مِنَ الرِّوَايَةِ عَنِ المَجْهُوْلِيْنَ، وَفِيهِ مِنَ الشَّطْحِ وَالطَّامَاتِ وَالدَّعَاوَى وَالكَلَامِ البَاطِلِ مَا لَا يُحْصَى، وَلَا يَلِيْقُ نِسْبَةُ مِثْلِ ذلِكَ إِلَى


(١) الحَرْدُ: الغَيْظُ وَالغَضَبُ.
(٢) علِيُّ بنُ يُوسُفَ بنِ جَرِيْرِ بنِ مِعْضَادٍ اللَّخْمِيُّ، أَبُو الحَسَنِ (ت: ٧١٣ هـ) أَحَدُ القُرَّاءِ المَشَاهِيْرُ، شَافِعِيُّ، أَصْلُهُ مِنَ "البَلْقَاءِ" بِبِلَادِ "الشَّامِ" وَمَوْلِدُهُ وَوَفَاتُهُ بِـ "مِصْرَ". وَالشَّطَّنُوْفِيُّ مَنْسُوْبٌ إِلَى "شَطَّنُوْفَ" قَالَ يَاقُوْتٌ الحَمَوِيُّ فِي مُعْجَمِ البُلْدَانِ (٣/ ٣٩٠) "بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَتَشْدِيْدِ ثَانِيْهِ، وَفَتْح النُّوْنِ، وَآخِرُهُ فَاءُ، بَلَدٌ بِـ "مِصْرَ" مِنْ نَوَاحِي كَوُرَةِ الغَرْبِيَّةِ، عِنْدَهُ يَفْتَرِقُ "النِّيْلُ" فِرْقَتَيْنِ … وَهُوَ مُرَكَّبٌ .. ". أَخبَارُهُ فِي: الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (٣/ ٢١٦)، وَغَايَةِ النِّهَايَةِ (١/ ٥٨٥)، وَحُسْنُ المُحَاضَرَةِ (١/ ٢٩٠)، قَالَ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ فِي "الدُّرَرِ" وَجَمَعَ هُوَ مَنَاقِبَ الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ، وَسَمَّى الكِتَابَ "البَهْجَةَ" قَالَ الجَمَالُ؟ [الكَمَالُ] جَعْفَرٌ: وَذَكَرَ فِيْهَا غَرَائِبَ وَعَجَائِبَ، وَطَعَنَ النَّاسُ فِي كَثِيرٍ مِنْ حِكَايَتِهِ، وَمِنْ أَسَانِيْدِهِ فِيْهَا. . ." وَفِي هَذَا الكَلَامِ مَا يُؤَيِّدُ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ المُؤَلِّفُ.