للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المَشَايِخُ، وَحَصَلَ لَهُ قَبُولٌ تَامٌّ، مِنَ الخَاصِّ وَالعَامِّ، وَانْتَفَعَ بِصُحْبَتِهِ خَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ يُعَظِّمُ الشَّيْخَ عَبْدَ القَادِرِ، وَيُقَالُ: إنَّهُ اجْتَمَعَ بِهِ هُوَ وَأَبُو مَدْيَنَ بِـ "عَرَفَاتٍ" وَلَبِسَا مِنْهُ الخِرْقَةَ، وَسَمِعَا مِنْهُ "جُزْءًا" مِنْ مَرْوِيَّاتِهِ، وَسَمِعَ الحَدِيْثَ وَرَوَاهُ. حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو الثَّنَاءِ مَحْمُوْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَطْرُوْحٍ المِصْرِيُّ (١) الحَنْبَلِيُّ (٢)، وَأَبُو الثَّنَاءِ حَمْدُ (٣) بنُ مَيْسَرَةَ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُوسَى بنِ غَنَائِمٍ (٤) الغُدْرَانِيُّ (٥) الحَنْبَلِيُّ، المِصْرِيُّ، الكَامِخِيُّ، وَكَانَا صَالِحِينَ، وَكَانَ الأَوَّلُ مُقْرِئًا، حَسَنَ التَّلَفُّظِ بِالقُرآنِ، وَكَانَ الثَّانِي كَثِيرَ الذِّكْرِ وَالتَّسْبِيْحِ، حَدَّثَ عَنْهُ المُنْذِرِيُّ. قَرَأَ عَلَى الأَوَّلِ القُرآنَ. وَكَانَ الشَّيْخُ أَبُو عَمْرٍو لَهُ كَرَامَاتٌ، وَأَحْوَالٌ وَمَقَامَاتٌ، وَكَلَامٌ حَسَنٌ عَلَى لِسَانِ أَهْلِ الطَّرِيْقَةِ. فَمِنْ ذلِكَ قَوْلُهُ: الطَّرِيْقُ إِلَى مَعْرِفَةِ اللهِ وَصِفَاتِهِ: الفِكْرُ، وَالاعْتِبَارُ بِحُكْمِهِ وَآيَاتِهِ، وَلَا سَبِيْلَ لِلأَلْبَابِ إِلَى مَعْرِفَةِ كُنْهِ ذَاتِهِ، وَلَوْ تَنَاهَتْ الحِكَمُ الإِلَهِيَّةِ فِي حَدِّ العُقُوْلِ،


(١) في (ط) و (أ) و (هـ): "المُقْرِئُ" وَمَا أثْبَتُّه من (ج) و (د)، وفي (ب) القِرَاءَةُ مُحْتَمَلَةٌ. وَأَبُو الثَّنَاءِ مَحْمَوْدُ بنُ مَطْرُوْحٍ، حَنْبَلِيٌّ، مُقْرِئٌ، مِصْرِيٌّ (ت: ٥٩٤ هـ) لَمْ يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُ، اسْتَدْرَكْتُهُ عَلَيْهِ في مَوْضِعِه، كَمَا سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.
(٢) في (ط): "الجِيْليُّ" تَحْرِيْفٌ.
(٣) في (ط): "أَحْمَدُ" تَحْرِيْفٌ.
(٤) في (ط): "غَنَّام" تَحْرِيْفٌ.
(٥) عن (ب) وفي مَا عَدَاهَا: "الغدرائي" وَحَمْدُ بنُ مَيْسَرَةَ (ت: ٦٠٠ هـ)، هَذَا حَنْبَلِيٌّ لَمْ يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُ، اسْتَدْرَكْتُهُ عَلَيْهِ في مَوْضِعِهِ كَمَا سَيأْتِي، وَنَذْكُرُ هُنَاكَ نِسْبَتَهُ (الغُدْرَانِيَّ) وَ (الكَامِخِيَّ) إِذَا تَيَسَّرَ ذلِكَ إِنْ شَاءَ اللهِ تَعَالَى.