ابنِ الحَمَّامِيِّ الوَاعِظِ، وَذَكَرَ مَكِّيُّ بنُ بُنْجِيْرٍ (١)، وَابْنِ الجَوْزِيِّ: أَنَّهُ تُوُفِّيَ لَيْلَةَ الخَمِيسِ لِتِسْعَ عَشْرَةَ بَقِيَتْ مِنْ جُمَادَى الأُولَى. قَالَ ابنُ الجَوْزِيِّ: وَبَلَغَنِي: أَنَّهُ رُئِيَ فِي المَنَامِ فِي مَدِيْنَةٍ جَمِيعُ جُدْرَانِهَا مِنَ الكُتُبِ، وَحَوْلَهُ كُتُبٌ لا تُحَدُّ، وَهُوَ مُشْتَغِلٌ بِمُطَالَعَتِهَا، فَقِيْلَ لَهُ: مَا هَذِهِ الكُتُبُ؟ قَالَ: سَأَلْتُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَشْغَلَنِي بِمَا كُنْتُ أَشْتَغِلُ بِهِ فِي الدُّنْيَا، فَأَعْطَانِي. وَرَأَى لَهُ شَخْصٌ آخَرُ: أَنَّ يَدَيْنِ خَرَجَتَا مِنْ مِحْرَابِ مَسْجِدِهِ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ اليَدَانِ؟ فَقَالَ: هَذِهِ يَدَا آدَمَ بَسَطَهُمَا لِيُعَانِقَ أَبَا العَلَاءِ الحَافِظَ، قَالَ: وَإِذَا بِأَبِي العَلَاءِ قَدْ أَقْبَلَ، قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ، وَقَالَ: يَا فُلَانُ: أَرَأَيْتَ ابْنِي أَحْمَدَ حِيْنَ قَامَ عَلَى قَبْرِي يُلَقِّنُنِي، أَمَا سَمِعْتُهُمْ يَقُوْلُوْنَ حَتَّى صِحْتُ عَلَى المَلَكَيْنِ فَمَا قَدَرَا أَنْ يَقُوْلَا لِي شَيْئًا وَرَجَعَا، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
(١) ساقِطٌ من (ط) و (د) وفي (أ)، (ج)، (هـ): "بحير" وفي (ب) "تمحيد" وَذَكَرَ في كِتَابِهِ "التَّمْهيدِ" (وَرَقَة: ٥٤) عَبْدَ المَلِكِ بن مَكِّي بنِ بُنْجِيْرٍ الشَّعْرِيَّ الشَّعَّارَ. فَلَعَلَّهُ وَالِدُهُ أَوْ مِنْ ذَوِيْ قَرَابَتِهِ؟!، أَمَّا مَكِّيُّ نَفْسُهُ فَهُوَ مَكِّيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَكِّيِّ بنِ بُنْجِيْرِ بنِ الشَّعَّارِ الأَصْفَهَانِيُّ، المُحَدِّثُ، عِمَادُ الدِّينِ، أَبُو الحَرَمِ. كَذَا ذَكَرَهُ ابنُ الفُوَطِيِّ فِي مَجْمَعِ الآدَابِ (٢/ ١٧٩)، وَقَالَ: "سَمِعَ جَمِيعَ كِتَابِ "حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ وَطَبَقَةِ الأَصْفِيَاءِ" لأَبِي نُعَيْمٍ … عَلَى الشَّيْخِ زَيْنِ الدِّيْنِ أَبِي مَنْصُوْرٍ شَهْرَدَار بنِ شِيْرَوَيْهِ الدَّيْلَمِيِّ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْن وَخَمْسِمَائَة، وَكَانَ كَثِيْرَ السَّمَاعِ لِكُتُبِ الأَحَادِيْثِ النَّبَوِيَّةِ، وَقَدْ كَتَبَ الكَثِيْرَ بِخَطِّهِ أَيْضًا". وَالتَّسْمِيَةُ بِـ "بُنْجِيْرٍ" مَشْهُوْرَةٌ، مِنْهُم: الشَّيْخُ بُنْجِيْرُ بنُ مَنْصُوْرٍ الهَمَذَانِيُّ، صَاحِبُ جَعْفَرٍ الأَبْهَرِيِّ، وَغَيْرُهُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute