للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَعَبْدِ الخَالِقِ بنِ البَدَنِ، وَأَبِي سَعْدٍ الزَّوْزَنِيِّ، وَأَبِي البَدْرِ الكَرْخِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ عَبْدِ السَّلَامِ، وَأَبِي الفَضْلِ الأُرْمَوِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ سِبْطِ الخَيَّاطِ. وَسَمِعَ هُوَ بِنَفْسِهِ مِنِ ابْنِ نَاصِرٍ الحَافِظِ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ الزَّاغُوْنِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ البَنَّاءِ، وَخَلْقٍ مِنْ أَصْحَابِ القَاضِي، وَابْنِ البَطِرِ، وَطِرَادٍ، وَطَبقَتِهِمْ. وَبَالَغَ فِي السَّمَاعِ وَالإِكْثَارِ، حَتَّى سَمِعَ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنَ المُتَأَخِّرِيْنَ. وَكَتَبَ بِخَطِّهِ، وَحَصَّلَ الكُتُبَ وَالأُصُوْلَ الحِسَانَ الكَثِيْرَةَ (١)، وَتَفَقَّهَ، وَكَتَبَ فِي الفَتَاوَى مَعَ أَئِمَّةِ عَصْرِهِ، وَشَهِدَ عنْدَ أَبِي الحَسَنِ بْنِ الدَّامَغَانِيِّ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ، وَكَانَتْ دَارُهُ مَجْمَعًا لأَهْلِ العِلْمِ، يَحْضُرَهَا المشَايِخُ، وَيَقْرَأُ عَلَيْهِمْ وَتَحْضُرُ النَّاسُ مَنْزِلَهُ لِلسَّمَاعِ، ويُنْفِقُ عَلَيْهِمْ بِسَخَاءِ نَفْسٍ، وَسَعَةِ صَدْرٍ. وَحَدَّثَ بِاليَسِيْرِ. سَمِعَ مِنْهُ ابْنُ عَمِّهِ أبُو العَبَّاسِ أَحْمَدَ (٢)، وَأَبُو الحَسَنِ الزَّيْدِيُّ، وَابْنُ الأَخْضَرِ، وَرَوَى عنْهُ، وَكَانَ يَصِفُهُ كَثيْرًا بِالسَّخَاءِ، وَسَعَةِ النَّفْسِ، وَالبَذْلِ وَالعَطَاءِ، وَحُسْنِ الخُلُقِ، وَلُطْفِ المُعَاشَرَةِ. وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ القَطِيعِيِّ فِي "تَارِيْخِهِ" وَأَجَازَ لِلْخَلِيْفَةِ النَّاصِرِ، وَخَرَّجُوا لَه عُنْهُ فِي كِتَابِ "رُوْحِ العَارِفِينَ" (٣).


(١) في (ط): "الكَبِيرَةُ" وَفِي (أ)، و (ب) غَيْرُ مَنْقُوْلَةٍ.
(٢) أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ (ت: ٦١١ هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّف في موْضِعِهِ.
(٣) جُمِعَتْ الإِجَازَاتُ الَّتِي أُعْطيَتْ للخَلِيْفَةِ النَّاصِرِ فِي كِتَابٍ اسْمُهُ: "رُوْحُ العَارِفِيْنَ". قالَ سِبْطُ ابن الجَوْزِيِّ فِي مرآة الزَّمَان (٨/ ٣٥٤)، في حَوادث (٦٠٧ هـ) قَالَ: "وَفِيهَا أَظْهَرَ الخَلِيْفَةُ الإِجَازَة الَّتِي أُخِذَتْ لَهُ مِنَ الشُّيُوْخِ، وَذَكَرَهُم فِي كِتَابِهِ "رُوْحُ العَارِفِيْن"، وَقَدْ شَرَحْتُ هَذَا الكِتَابِ، وَهُوَ وَقَفُ دَارِ الحَدِيْثِ الأشْرَفِيَّةِ بِدِمَشْقَ، ودَفَعَ الخَلِيْفَةُ إِلَى كُلِّ مَذْهَبٍ إِجَازَةً عَلَيْهَا مَكتُوبٌ بِخَطِّهِ: "أَجَزْنَا لَهُمْ مَا سَأَلُوْهُ عَلَى شَرْطِ الإِجَازَةِ =