للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلاته، ثم بعد أن صلَّى سأل عن من قتله - رضي الله عنه -؟.

وكان عمر - رضي الله عنه - قد رأى رجلاً طأطأ رقبته في الصلاة، فقال:

((يا صاحب الرقبة أرفع رقبتك، ليس الخشوع في الرّقاب، إنّما الخشوع في القلوب)) (١).

٣ - خشوع سعد بن معاذ - رضي الله عنه - في صلاته، فقد ذُكِرَ أنه قال: ((فيَّ ثلاث خصال لو كنت في سائر أحوالي أكون فيهن كنت أنا أنا: إذا كنت في الصلاة لا أُحَدِّثُ نفسي بغير ما أنا فيه، وإذا سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثاً لا يقع في قلبي ريب أنه الحق، وإذا كنت في جنازة لم أُحدّث نفسي بغير ما تقول ويُقال لها)) (٢).

٤ - خشوع عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه - في صلاته، قد ذُكِرَ أنه ((كان يسجد فأتى المنجنيق فأخذ طائفة من ثوبه وهو في الصلاة لا يرفع رأسه)) (٣).

وغيرهم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كثير، ولكن هذه من باب الأمثلة والله المستعان.

[السادس عشر: خشوع التابعين ومن بعدهم]

التابعون من القرون المُفضَّلة، وكذلك أتباعهم - رضي الله عنهم -، لهم مواقف في خشوعهم في صلاتهم، تدل على رغبتهم فيما عند الله تعالى، ومنها الأمثلة الآتية:


(١) ذكره الإمام الذهبي في كتاب الكبائر دون عزو لكتاب، ص ١٤٣، وانظر مدارج السالكين لابن القيم، ١/ ٥٢١ - ٢٥٢.
(٢) ذكر ذلك شيخ الإسلام بن تيمية، في مجموع الفتاوى، ٢٢/ ٦٠٥. وقد أورده ابن عبد البر بإسناده من طريق الزهري عن ابن المسيب في الاستيعاب، ١/ ١٨٢، والمزي في تهذيب الكمال بالإسناد نفسه، ٣/ ٤١٨.
(٣) ذكره شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى، ٢٢/ ٦٠٥. وقد أورده أبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين بأصبهان، ص ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>